ما أن يقترب شهر رمضان الكريم حتى تكتظ المحلات والأسواق بأناس يشترون مؤونة تعادل ضعف ما يستهلكون في الأيام الأخرى، رغم أنه شهر صيام عن الطعام و الشراب ..
ولا يقتصر هذا الأمر على مقدم رمضان فقط، فها هو الشهر الكريم قد فارب على الانتهاء لازال التسابق قائما و اللهفة غير عادية للأسف ..
فها هي القفف ممتلئة بأنواع الخضر والفواكه واللحوم، و ها هي ربات البيوت قد شمرت على سواعدها لتقضي ساعات في إعداد أشهى المأكولات، و التي للأسف الشديد سيرمى نصفها أو ما يزيد ..
وهنا نتساءل أليس من أمر بالصيام هو من نهى عن الإسراف
أليس من مقاصد الصيام الإحساس بجوع الفقراء والمساكين، وتقدير النعم التي وهبنا الله والحفاظ عليها …
أليس من واجبنا أن نفكر أن جوعنا الذي يمتد لساعات فقط نعلم أننا بعده سنشرب حتى نرتوي و نأكل حتى نشبع بينما هناك مسكين جائع دون أن يعلم متى سيجد ما يسد رمقه، و فقير يسمع أصوات بطون أطفاله الجائعة دون أن يقدر على إسكاتها برغيف خبز يابس ..
أليس من واجبنا أن نفكر أن اللقمة التي نرميها بكل سهولة يتمناها شخص اخر
فلنتوقف للحظة ونفكر جيدا هل نشتري حقا ما نحتاج ام ان الاعلام قد اكل عقولنا و الشركات الكبرى استغلت سذاجتنا للترويج لسلعها و زيادة ارباحها على حسابنا .. فلا يخفى على أحد الكهم الهائل من العروض و الدعايات التي تنهال علينا مع مقدم رمضان، و التي تهدف لشيء واحد هو تشجيعنا على الاستهلاك ..
و من دهاء هذه الشركات أنها تصور لنا رمضان أنه شهر الولائم تحت غطاء الكرم، لكن شتان شتان ما بين الكرم و الإسراف ..
رمضان شهر العبادة شهر الرحمة شهر الصدقة
لا شهر الاكل
فلنتفكر …