انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة موت الحوامل بشكل يدعو للقلق، مما يطرح أكثر من سؤال حول المسؤول عن هذه الوضعية الكارثية التي تعيشها مستشفياتنا، التي من المفروض أن تكون رمزا للحياة، فإذا بها تتحول إلى رمز للموت و العذاب، و هذه المرة فصول أخرى من رواية موت امرأة رفقة جنينها بمستشفى شلابي عبد القادر بتيغنيف، و هو الفاجعة التي اهتز على وقعها يوم الثلاثاء دوار أولاد العربي بقرية أولاد الخامسة في بلدية تيغنيف بولاية معسكر، بعد أن دخلت السيدة الحامل مساء يوم الاثنين لوضع مولودها الأول بمصلحة الولادات لذات المستشفى قبل أن تتوفى بنفس المصلحة.
فيما اتهمت عائلة الزوج الطاقم الطبي الذي كان يشتغل في تلك الليلة بالتقصير والإهمال المفضي إلى وفاة ابنتهم ذات 19 عاما التي دخلت ـ حسبهم ـ المستشفى في صحة جيدة بعدما قضت يومي العيد وسط فرحة رفقة بقية أفراد العائلة. كما أكد زوج الضحية أن كل الأشعة والتحاليل المخبرية بينت أن زوجته في ظروف صحية عادية ويتطلب إدخالها إلى مصلحة الولادات قريبا لوضع حملها. وأضاف الزوج أن الطاقم الطبي رفض في البداية استقبال المريضة بحجة أنها في شهرها الثامن ولم يتعد عمر الجنين 36 أسبوعا بينما يتطلب ما بين 38 و42 أسبوعا غير أن المريضة كانت انهارت من شدة الألم وأخذ أهلها يترجون الممرضين من أجل إدماجها في المصلحة ورعايتها وبعد قبولها على مضض تم تركها عرضة لإهمال واضح، إذ لم يتدخل أي من طاقم المصلحة لإغاثتها رغم وضعيتها بحجة أن الطبيب لا يوجد في المناوبة ولا يلتحق بالمصلحة إلا في اليوم الموالي.
وقد سارع زوج الضحية إلى إيداع شكوى أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تيغنيف الذي أمر عناصر الشرطة القضائية بفتح تحقيق وتم استدعاء نحو 10 أفراد من الطاقم الطبي منهم طبيبان وعدد من القابلات والممرضات لسماعهم نهار اليوم الخميس. كما قامت إدارة المستشفى بإخطار مديرية الصحة التي فتحت تحقيقا، حيث أوفدت مفتشين لها إلى المستشفى استمعوا إلى الأطقم الطبية العاملة ليلتها وأخذوا نسخا من ملف الضحية في انتظار وصول مفتشين آخرين نهار اليوم الخميس لمواصلة التحقيق. كما تم تشريح جثة الضحية قبل دفنها إذ يمكن اللجوء لتقرير الطبيب الشرعي في هذا التحقيق. من جهته، نائب مدير مستشفى تيغنيف المكلف بالمصالح الصحية بوبكر بن عطاء أكد للشروق أن سبب الوفاة لا علاقة له بتاتا بالولادة وإنما تكون لسبب آخر، على اعتبار أن موعد وضع المولود لم يحن بعد، فهو لم يبلغ بعد 36 أسبوعا. وقال المتحدث إن إدارة المستشفى فتحت تحقيقا بخصوص القضية وإنه في حال وجود أي تجاوز من أي كان فإن الإدارة لن تتسامح ولو أن المعلومات الأولية حسبه أفادت بأنه لا وجود للتقصير أو الإهمال.