يبدو أن ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال الاسرائيلية، لا يتعبر أن الأخيرة تحتل الأراضي الفلسطينية، إذ قال إنه هذا الاحتلال هو احتلال “مزعوم”.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها إن فريدمان يبدو متشددا في موقفه ضد الفلسطينيي، وهو ما يعتبر انحرافا واضحا عن الموقف الأمريكي الذي يتعامل مع اسرائيل على أنها دولة احتلال حتى ولو على الورق.
وتابع التقرير :” فريدمان، الذي يعارض حل الدولتين، قوله في تصريحات لصحيفة “جيروزاليم بوست”، وهي أول مقابلة يجريها مع صحيفة إسرائيلية، إن “مواقفه لم تتغير وربما تغيرت النبرة”، مضيفا :” مسؤول فلسطيني طالب بتوضيحات من الأمريكيين، قائلا: “نفهم أنه عندما يكون هناك شخص يتحدث من موقع مسؤول، مثل أن تكون سفيرا، فإن هذا الشخص لا يعبر عن مواقف شخصية، ويجب على فريدمان أن يدرك أن إنكار الحقائق لا يعني عدم وجودها، ولديه سجل كبير في الهجوم على الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك تمويل المستوطنات الاستعمارية غير القانونية، والمشاركة في احتفال إسرائيل بالاحتلال، وندعو أن تقوم الولايات المتحدة بتوضيح موقفها”، لافتا :” تم الاعتراف بوضع الضفة الغربية بأنها أراض محتلة من الأمم المتحدة وعدد من الدول، وفي إسرائيل في تعامل محاكمها العسكرية مع فلسطينيي مناطق عام 1967، منوهة إلى أن الولايات المتحدة تشير في تقاريرها دون غموض للمناطق المحتلة، بما في ذلك تقريرها عن حقوق الإنسان”.
وأكدت الصحيفة :” فريدمان ظل منذ وصوله إلى إسرائيل بعيدا عن الأضواء، خاصة أن تعيينه سفيرا لقي الكثير من الشجب، حول عدم ملاءمته للمنصب، نظرا لعدم توفر الخبرة الدبلوماسية، وتاريخه في دعم قضايا جماعات المتطرفين في إسرائيل، بما في ذلك مستوطنة بيت إيل”، منوهة :” تصريحات فريدمان تأتي بعد الجدل الذي أحدثته تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نوريت، التي قالت فيها إن الحديث عن حل الدولتين هو “تحيز” لطرف، مشيرة إلى أن فريدمان أكد قبل تعيينه معارضته لحل الدولتين، لكنه أكد أن تعيينه دبلوماسيا لا يعني تغييرا في موقفه”.
واستطردت “الغارديان” :” فريدمان، الذي يعمل محاميا في قضايا الإفلاس، وصف باراك أوباما بالمعادي للسامية، وأشار إلى أن اليهود الذين يعارضون المستوطنات في الضفة الغربية هم أسوأ من “كابوس” الحرس الذين عملوا حراسا في مراكز الاعتقال”، مبينة :” الليبراليين اليهود في أمريكا وصفوا قرار تعيين فريدمان بالمتهور، واعتبروه الشخص الذي لا يملك خبرة ليعمل سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل”، قبل أن تستدرك :” رغم تبني إدارة دونالد ترامب لهجة أقل عدوانية منذ وصولها إلى السلطة، إلا أن التوقعات بصفقة سلام قد تبخرت”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول :” فريدمان كان من أكثر الداعين لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس”.