أثار قرار عزل الرئيس الأمريكي لسفيرته بالعاصمة الأردنية عمان، العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أن الأمر جاء بطلب شخصي من الملك عبد الله بن الحسين.
وأفاد تقرير لجريدة “فورين بوليسي” :” الرئيس ترامب قام بعد توليه منصب الرئاسة بعزل السفيرة بعد شكوى من ملك البلاد، رغم عدم وجود أدلة تظهر أن السفيرة لم تقم بدورها وتسيء تمثيل بلادها”، لافتا :” إدارة باراك أوباما قد استمعت لشكاوى مماثلة، إلا أن الإدارة تجاهلت المطالب، وأبقت على الدبلوماسية المخضرمة أليس ويلز، في منصبها”.
وقالت المجلة نقلا عن بعض المسئولين الحاليين قولهم :” الملك كان على علاقة متوترة مع ويلز؛ بسبب ملاحقة الإدارة ملف اتفاقية مع إيران بشأن برنامجها النووي، حيث كان الملك مثل بقية الحكام في المنطقة متشككا من أي اتفاقية تقوي من موقف إيران الشيعية، بل حاول الملك استبعاد السفيرة من اجتماعات مع الجنرالات والقادة العسكريين الزائرين للمملكة”، إذ قال أحد المسئولين المتقاعدين :” لم يحب الملك أليس ويلز منذ البداية،حاول إقناع أوباما عزلها، لكنه رفض”، وقال مسؤول بارز عمل في الشرق الأوسط إن السفيرة بدأت عملها في يوليو 2014، وأصبحت الهدف الواضح لعدم رضا الملك من سياسات أوباما ومقامرتها السياسية مع طهران، حيث قال المسؤول: “إن عدم رضاه عن سياستنا تركز عليها”.
وأفاد الكاتبان :” بعيدا عن غضب الملك من سياسات أوباما، فإنه كان يعتقد أن أمريكا كان يمكنها المساعدة في إنقاذ الطيار الأردني الذي قبض عليه تنظيم الدولة قرب مدينة الرقة في ديسمبر 2014، حيث قال مسؤول بارز: “لقد كان هناك شعور بأن الولايات المتحدة لم تقم بدورها لإنقاذ الطيار”، ولم يشعر الملك “بأننا قدمنا ما يجب علينا تقديمه”، مذكرين :” ن زملاء السفيرة السابقة يصفونها بالذكية والموهوبة، وقالوا إن كونها أنثى لم يساعدها في عالم يتسيد فيه الرجال عالم السياسة، مستدركة بأنه مع أن الملك المتعلم في الغرب يعد من الليبراليين في القضايا الاجتماعية، مقارنة مع بقية الدول العربية الأخرى، إلا انه لم يكن مرتاحا للتعامل مع دبلوماسية أمريكية”.
وأكدت “فورين بوليسي” :” مهمة السفيرة في الأردن تعقدت من ناحية وجود عدد كبير من القادة العسكريين والأمنيين يتعاملون مع قضايا في دول الجوار، خاصة سوريا، مشيرا إلى أنه عادة ما يقلل وجود هؤلاء من تأثير الدبلوماسيين، وعادة ما تمتد مهمة الدبلوماسي لمدة 3 أعوام ومدة أقل في الدول التي تمزقها الحروب، مثل العراق”، مستدركة :” ويلز عزلت من مهمتها قبل ثلاثة أشهر من اكتمالها، حيث كانت رسميا ستنهي عملها في يوليو، لكنها رحلت في مارس”، معلقة بالنقل عن أحد المسئولين بإدارة أوباما قولهم :”من الواضح وجود توتر، لكن الإدارة لم يكن لديها شك في قيام ويلز بمهمتها، وتم الاعتماد على دبلوماسيين ممن لديهم خبرة في الشرق الأوسط”.
وختمت الميلة تقريرها بالإفادة :” ويلز حصلت خلال عملها، الذي امتد على مدى 28 عاما، على عدة جوائز، وعملت في إسلام أباد والرياض ونيودلهي ودوشانبة وموسكو، لافتة إلى أنها عملت مساعدة تنفيذية لهيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة خارجية أوباما”.