قالت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية في تقرير جديد لها، إن إدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ليست جادة فيما يخص محاربة الارهاب، داعية إلى تغيير استراتجيات “الايليزي” في هذا الموضوع.
وأفادت الصحيفة في تقريرها :” هناك جملة من ردود الفعل التي يتم اعتمادها عقب كل اعتداء إرهابي، حيث يتم اتخاذ جملة من الإجراأت الأمنية والقمعية من جهة، ومحاولة التعاطي مع جوهر العملية الإرهابية في حد ذاتها، مما لا يسمح لنا بالكشف عن هوية المسؤولين عن هذه العمليات”، مذكرة :” الاعتقالات الاستباقية، أو الإعدامات الميدانية تحت وطأة قنابل طائرات التحالف الدولي لإيقاف التنظيمات الإرهابية، قد حققت “نجاحا”، إلا أن مثل هذه التدابير أضحت في الوقت الراهن تشكل تحديا حقيقيا. ففي بعض الأحيان، تكون الحلول الأمنية محدودة الفاعلية”.
وتابع التقرير الفرنسي :” في المقام الأول، غالبا ما يتمكن الإرهابيون من التستر على تدريباتهم عن طريق التركيز على النزعة الانفرادية واعتماد التكنولوجيات “المدنية”. وبالتالي، يصبح من الصعب توقع هجماتهم بصفة استباقية. وفي المقام الثاني، تتجلى محدودية الحلول الأمنية من خلال تبعاتها غير المباشرة، حيث أنه ومن خلال مقاربات غير دقيقة يتم التعامل مع المدنيين على اعتبارهم “إرهابيين محتملين”، مما يعرضهم إلى شتى أنواع الإذلال والمعاناة”، مشيرا ؛” في كل مكان من العالم، تحطمت آمال آلاف المواطنين الذين كانوا يرغبون في السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في إطار زيارات عائلية، أو للدراسة، أو العلاج، بموجب ما يعرف “بحظر المسلمين”، حتى من قبل أن يتولى ترامب رئاسة البلاد بصفة رسمية. وفي فرنسا، لن تجد مسلما واحدا من بين الملايين من المسلمين والمسلمات في فرنسا يثق في الرئيس السابق، فرنسوا هولاند، لدرجة السماح له بالإشراف على مؤسسة تهدف إلى إدارة أماكن عبادة المسلمين”.
وأكدت “ليبيراسيون” :” وبعيدا عن الحدود الفرنسية، يعي العديد من المسلمين جيدا أن العديد من أقاربهم وأصدقائهم، فضلا عن إخوة لهم يشاركونهم المعتقد نفسه، لن ينجوا مطلقا نظرا لأن قنابل التحالف لن تتقاعس عن وضع حد لحياتهم”، مقرة :”التحالف الدولي حول كلا من الرقة والموصل إلى مجرد أطلال قبل أن يسلمها للميليشيات الكردية والشيعية. في الأثناء، لم تمعن الجهات المسؤولة النظر في خطورة هذه “الأعراض الجانبية” التي غالبا ما تترتب عن عملية “مكافحة الإرهاب”. علاوة على ذلك، ما فتئ البعض ينددون بالمعايير التي تعتمدها فرنسا، فيما يتعلق بمجال الأسلحة. ففي الحقيقة، تعجز فرنسا عن التفرقة بين السبب والنتيجة، حيث عمدت إلى المشاركة في العمليات ضد عشرات الآلاف من ضحايا النظام السوري. ويعزى ذلك إلى أن فرنسا قد وقعت في مأزق تكتيكي يتلخص في أن “الكل ضد تنظيم الدولة” متجاهلة أن بشار الأسد هو أصل المشكلة”.
و تساءلت الصحيفة :” الرئيس الفرنسي الشاب” حريص على التغيير كما أنه قادر على إخراج البلاد من مأزق “الأمن الشامل”. وفي هذا الإطار، لسائل أن يسأل، هل سيرد على الإرهاب بطريقة سياسية ويتنكر للأساليب الحزبية والانتخابية؟ ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك، وكل المرشحين لسباق الرئاسة انطلاقا من أحزاب اليمين وصولا إلى أحزاب اليسار قد هللوا لبشار الأسد وحليفه الروسي”، مذكرة :” مالي تعاني هي الأخرى من انعدام التوازن بين الشمال والجنوب، في حين يرى الرئيس الفرنسي أن المتسببين في ذلك هم “الإرهابيون” الذين “لم يكونوا هناك أصلا”. في الأثناء، لا يمكن اعتبار الجلاد بشار الأسد بمثابة “عدو” (أي عدو صناع القرار في فرنسا)، علما وأن الجهات المسؤولة الفرنسية دائما ما تنخرط في مهام جديدة لحماية الأقليات على حساب عامة الشعب، ومن المثير للاهتمام أنه وفي إطار إحياء ماكرون لحادثة ” فيلودروم الشتاء”، تم توجيه دعوة لليمين المتطرف الإسرائيلي التابع لبنيامين نتنياهو، الذي عرف بمكافحة الجهود العالمية في المجال الإنساني، لحضور فعاليات هذه الذكرى”.