على إثر متاعب صحية مفاجئة، استجابت إلى نداء ربها، مساء يوم الإثنين، في المستشفى الجامعي بباتنة، التلميذة المعاقة أميمة أبركان، التي أبهرت الجميع بكتابتها بفمها، و قد تم تشييع جثمانها، ظهر أمس الثلاثاء، جثمان ، وذلك في مقبرة تازولت، و قبل أن تفارق الحياة و خلال خضوعها للفحوص والمتابعة، لم يتوان بعض أفراد عائلتها في التأكيد على وجود إهمال طبي حال دون التكفل بها بالشكل اللازم وفي الوقت المناسب.
وتعد الفقيدة أميمة أبركان من التلميذات اللاتي خطفن الأضواء خلال الموسم الدراسي المنقضي، فرغم معاناتها من إعاقة إلا أنها برعت من خلال كتاباتها بالفم بعدما حرمت من نعمة اليدين، وهي تدرس في السنة الرابعة ابتدائي، وقد كانت من بين المكرمين في الحفل الذي نظمته مؤخرا جمعية البركة لولاية باتنة، بمقرها في عين التوتة، حيث كتبت عنها “الشروق” بإسهاب، بعدما أبهرت كل من عرفها عن قرب، من خلال كتابتها بفمها، جاعلة إياه بديلا عن نعمة اليد التي فقدتها، وتأكيدا على إثبات جدارتها في مسارها الدراسي، حيث بلغت حاليا السنة الرابعة ابتدائي، بفضل قوة عزيمتها وتضحيات والدتها التي تتولى إيصالها وإرجاعها من المدرسة، كما تسهل لها مهمة إيجاد الوضعية المناسبة للكتابة.
وفي الوقت الذي كان فيه أهل الفقيدة أبركان أميمة يأملون في الحصول على كرسي يناسب حالتها، ويساعدها على الكتابة بطريقة أسهل وفي وضع أفضل، إلا أن الأجل توفاها قبل أيام قليلة عن الدخول المدرسي الجديد، تاركة وراءها صفحة مشرفة في قوة العزيمة ورفع التحدي، بشكل يعكس شعار “النجاح يحتاج إلى إقدام وليس إلى أقدام” الذي وضعته الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين “البركة” بباتنة، خلال الحفل التكريمي الذي نظم مؤخرا على شرف 15 تلميذا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن حققوا نتائج مميزة في مختلف الأطوار التعليمية بولاية باتنة.