قالت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية إن المشاكل الذي تعيشه العلاقات التركية الألمانية، يؤجج من الأوضاع المتوترة في المنطقة وقد يكون له دور مباشر في حرمان المستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل في الفوز بولاية رابعة.
وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية :” الخلاف بين الحكومتين تصاعد في الأسبوع الماضي؛ عندما انتقد الساسة الألمان ديكتاتورية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، لافتا :” بحسب استطلاعات الرأي، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في طريقها للفوز في ولاية رابعة، إلا أنها تعتمد على حسن نية أردوغان لمنع تدفق المهاجرين، كون ذلك جزءًا من اتفاق مثير للجدل وقع في عام 2016، لوقف وصول مئات الآلاف من المهاجرين إلى الدول الأوروبية”.
وأفادت الصحيفة :” الخلاف بين الطرفين بدأ عندما رفضت ألمانيا ترحيل مئات من الموظفين المدنيين، الذين تتهمهم الحكومة التركية بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي، التي قادت إلى حملة تطهير واسعة في مؤسسات الدولة، وردت الحكومة التركية باعتقال صحافيين وناشطي حقوق إنسان من حملة الجنسية المزدوجة”، مؤكدة :” مع زيادة التوتر، فإن أردوغان طالب ثلاثة ملايين تركي يعيشون في ألمانيا بالتصويت ضد ميركل، واصفًا حزبها المسيحي الديمقراطي بـ«أعداء تركيا»، وردت ميركل بأنها «منعت أي تدخل» في الانتخابات الألمانية، وحذر نائبها سيجمار جابرييل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألمان من السياحة في تركيا، وهي ضربة قوية للسياحة التركية، ووصف وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيلك في تغريدة له تصريحات سيجمار بـ«العنصرية»، وبأنها تعبر عن مواقف يمينية متطرفة”.
وواصلت “صنداء تايمز:” في «اسطنبول الصغيرة» في قلب مدينة كولون، التي يعيش فيها أكثر من 100 ألف تركي، وتمتلئ بالمحلات والمطاعم التركية، بدا أن كل من استطلعت الصحيفة آراءهم يدعمون موقف الرئيس التركي، حيث يرى يلماز غازي، الذي يعيش في ألمانيا منذ 32 عامًا، وهو من أنصار أردوغان، أن الهجوم على بلده الأصلي غير عادل، وقال مصطفى كيليتش (38 عامًا): «تتدخل ميركل في سياسة بلادنا الداخلية، وها هي تشجب وتشتكي من تدخل أردوغان في انتخاباتها”، مستدركة :” المثقفين الأتراك يعبرون عن مخاوفهم؛ إذ تم اعتقال الكاتب الألماني من أصل تركي دوغان أخلاني، عندما كان في سياحة في إسبانيا، بناء على أمر دولي من الإنتربول، بموجب طلب من تركيا؛ بسبب كتابته عن «إبادة» الأرمن أثناء حكم الدولة العثمانية، الأمر الذي تنفي تركيا وقوعه، وقال في مقابلة هاتفية: «للأسف يسيطر أردوغان على الأتراك في الشتات، ويتعرضون لحملة استفزاز، وأصبحوا أكثر تركية، وليسوا ألمانيين”.
وختم التقرير البريطاني بالقول :” أخلاني عبر عن المفارقة بأن المدعي العام الذي أمر باعتقاله هرب من حملة التطهير، وطلب اللجوء السياسي في ألمانيا، حيث يقول: «أريد مقابلته وسؤاله عما يشعر به الآن”.