إن سبل الحركي لإلهاء الناس عديدة فقد يتعدى الأمر إلى ابتكار مشكلة أو موقف لإثارة رد فعل معين عند الناس بحيث يندفع الجمهور مطالبا بحل يرضيه كالسماح مثلا بانتشار العنف في بعض المناطق الحساسة أو تنظيم هجمات إرهابية دموية لأماكن بعينها حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة ولو حتى على حساب حرية الآخرين أو خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية وتفكيك بعض الخدمات العامة الحيوية وبناء عليها يتم تقديم حلول مبرمجة لنا سلفا وواجبة القبول على أنها شر لابد منه أو خلق حدث غريب يظهر فجأة بدون مقدمات حتى يجد الشعب نفسه يناقش قضية غريبة طفت على السطح كقضية عناصر الطريقة الكركرية التي ظهرت مؤخرا في مستغانم.
فربما ظهور قضية الطريقة الكركرية ما هي إلا لعبة مخباراتية لتمرير لإجراء أو قانون غير مقبول من الممكن أن يثير ثورة داخلية في البلاد لو تم تنفيذه دفعة واحدة لذلك يجب خلق حدث مفاجئ لتطبيق القانون بشكل تدريجي حتى يتم قبوله وأغلبية القطيع في غفلة فأساليب إلهاء الشعوب من خلال وسائل الإعلام عديدة فإلا جانب خلق أحداث غريبة فهناك التركيز على مبارايات الكورة وخلق فجوة بين مشجعي الفرق والتفرقة بينهم كمشجعي الملودية والاتحاد وأحيانا خلق فجوة ومعارك وهمية بين الشعوب وبعضها كقضية مصر والجزائر بسبب مبارة كرة قدم. وهناك من يرى أن الحل لعدم استخدام الإعلام في سياسات الإلهاء هو استقلاله عن الحكومات وإنهاء ظاهرة الخوف التي تملأ قلوب الشعوب في الجزائر والوطن العربي خصوصا وأن الخوف هو ما يقتل ضمير الإعلامي أو المفكر فعلم سياسية إلهاء الشعوب يتم تدريسه على المستويين الأكاديمي والسياسي لرجال الأمن وصانعي القرارات ومن يقوم على تدريسه ويضع مناهجه ويقوم بتنفيذها هي جهة الاستخبارات في كل بلد وإذا أردنا مثالا صارخا لذلك فهو ما حدث عندما أصيب رئيس البلاد بوعكة صحية خطيرة منذ سنوات وتركيز الدولة الكبير في ذلك الوقت وحشد عواطف الناس حول كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لإلهاء الناس عن هذا الحدث الذي كان سيؤدي إلى اقتتال على الكرسي وكل هذا إن دل يدل على سوء حكم البلاد والفساد المستشري فيها.
إن فنون إلهاء الشعوب كانت فعالة في وقت سابق، أما الآن ومع الانفتاح الإعلامي يصبح الأمر صعبا خصوصا مع تشابه آليات تلك السياسة في كل الدول والتي لخصها حديثا المفكر الأمريكي نعوم تشومسكى في عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب وهى كالتالي. إستراتيجية الإلهاء بالمجتمعات وتتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل المهمة. وإستراتيجية ابتكار المشاكل ثم تقديم الحلول. وإستراتيجية التدرج والتطبيق بصفة تدريجية. وإستراتيجية المؤجل وهى طريقة أخرى يتم الالتجاء إليها من أجل إكساب القرارات المكروهة للقبول. وإستراتيجية مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار. وإستراتيجية استثارة العاطفة بدل الفكر. وإستراتيجية إبقاء الشعب في حالة جهل وحماقة. وإستراتيجية تشجيع الشعب على استحسان الرداءة. وإستراتيجية تعويض التمرد بالإحساس بالذنب. وإستراتيجية معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم.