شهدت هذه الصائفة انتشار فاكهة التين الشوكي أو ما يعرف بـ “الهندي” الذي اكتسح الأسواق واجتاح خاصة أحياء سيرتا العتيقة حيث ينادي الباعة في الصباح الباكر قبل ارتفاع درجة حرارة أغسطس الحارقة ” هيا الهندي..الهندي..الهندي” ، و نضج هذه الفاكهة المتميزة في هذا التوقيت يعود إلى حرارة الشمس اللافحة التي ميزت هذه الصائفة عديد مناطق البلاد، الأمر الذي سرع بظهورها.
وفي رحلة بحث عن أي وسيلة تشعرهم بالبرد في هجير الصيف يلجأ المواطنون إما للسباحة أو للاحتماء بسقف البيت وتقليل الخروج إلى الشارع نهارا وحتى إلى اختيار بعض الفواكه المبردة على غرار البطيخ الأحمر والأصفر وأيضا التين الشوكي المعروف لدى سكان المنطقة ب “الهندي”.
وتنتشر بقوة في أحياء المدينة شاحنات باعة “التين الشوكي” الحاملة لترقيم ولايتي سكيكدة وميلة المجاورتين لعاصمة الشرق قسنطينة والتي تعرض هذه الفاكهة المنتشرة بشكل ملفت للانتباه على السكان الذين يتهافتون عليها جماعات وفرادى .
كما شهدت أسعار فاكهة التين الشوكي مع مرور الأيام انخفاضا في ثمنها المعروض بـ 5 دج للوحدة بعد أن كان سعرها يبلغ في بداية عرضها 10 دج ما أهل التين الشوكي لأن يكون الفاكهة الأكثر اقتناء من غيرها.
ويجذب “الهندي” الذي يعرضه الباعة في الأسواق المغطاة وفي الأحياء وحتى على جنبات الطرق الوطنية مستهلكيه الذين يجدون فيه مذاقا مميزا وسعرا جد مناسب خاصة بالنسبة للعائلات البسيطة.
وعلى محاور طرقات عين سمارة وعلي منجلي بقسنطينة يجوب الأطفال الطرقات وهم يعرضون على مرتادي الطريق دلاء مملوءة بفاكهة التين الشوكي ليحصلوا بذلك بعض النقود لهم ولعائلاتهم.
وتلقى فاكهة “الهندي” التي يتم جلبها من ولايات أخرى والتي يفضل سكان مدينة الصخر العتيق استهلاكها باردة رواجا كبيرا لما لها من مذاق مميز وباعتبارها طبقا أساسيا في موائدهم.
كما يستهلك “التين الشوكي” لدى سكان قسنطينة عموما كطبق أساسي يضاف إليه “كسرة الخبز” ومشروب بارد حتى تتجنب ربات البيوت طهي أطباق ساخنة ودخول المطبخ خصوصا ونحن نعيش درجات حرارة قصوى.
وقد لاحظت السيدة خديجة (72 سنة) مستهلكة بامتياز لفاكهة التين الشوكي التي تنتظرها كل سنة، أن مقولة “الهندي والموس من عندي” التي كان الباعة قديما يستعملونها في الترويج لبضاعتهم ويقصدون بها أنهم يضمنون للمشتري فاكهة الهندي منزوعة القشرة التي تغطيها الأشواك ويصعب تقشيرها ، أصبحت من الماضي وصار تقشير الفاكهة من عمل ربات البيوت.
يجدر الذكر أن هذا النوع من الفاكهة صعب التسويق والتخزين إذ يتطلب الأمر لبيعه استعمال قفازات سميكة وسكين حاد من أجل تقشيره حتى يتجنب المستهلك ألم الأشواك التي تغطي قشرته.
وأكد أحد باعة فاكهة الهندي المتجولين في هذا الشأن أنهم يمنعون من التجول حاملين للسكاكين التي يستعملونها في تقشير الفاكهة الأمر الذي يضطرهم لبيعها كما هي غير مقشرة.
ويحمل “التين الشوكي” الذي ينتشر خصوصا في الشمال الإفريقي تسميات عدة على غرار “تاهنديت”ي “تاكناريت”ي “تاكرموست” باللغة الأمازيغية وأيضا تسمية “كرموس النصارى” و “الهندي” في محيط البحر الأبيض المتوسطي كما تنتشر هذه الفاكهة التي يزعم أنها مكسيكية الأصل في حوض البحر الأبيض المتوسط وبشكل أخص في المناطق الساخنة بإيطاليا كجزيرتي صقلية وسردينيا.
وفضلا عن أن التين الشوكي فاكهة تتمتع بقدرة تأقلم للنمو في ظروف جد قاسية فإن لها فضائل على صحة الإنسان كونها مضادة للأكسدة ناهيك عن استعمالاتها في مجال مواد التجميل.