وجهت منظمة ” هيومن رايتس وووتش ” نظام الرئيس السوري بشار الأسد والقوى الداعمة له خصوصا روسيا بعدم احترام القانون الدولي بعد استخدامها ذخائر حارقة خلال الغارات التي تشنها على مناطق من المدنيين، خصوصا في الغارات الأخيرة التي شنها النظام بكل من مدينتي حلب وإدلب شمالي سوريا.
وقالت المنظمة في تقريرها الجديد أن الحملة الجوية الأخيرة المشتركة ما بين الطيران الروسي والطيران السوري شهدت استعمال هذا النوع من الذخائر نحو 18 مرة في الأسابيع التسعة الماضية كان آخرها يوم السابع من غشت الجاري بمدينة إدلب، حيث أشار التقرير أن استخدام هذه الأسلحة من طرف القوات السورية ليس جديدا، لكنه تضاعف بشكل كبير منذ أن قامت روسيا بالتدخل عسكريا خصوصا على مستوى الجو يوم 30 أبريل من سنة 2015.
وقامت المنظمة الحقوقية العالمية بتوثيق أربعة أنواع من الاستخدام لهذه الأسلحة الحارقة في سوريا، كانت في معظمها عن طريق الغارات الجوية، حيث دعمت ” هيمون رايتش ” معطياتها ببعض دلائل التوثيق من بينها صور تبين هذه الاستعمالات وأثرها على المدنيين.
ستيف غوز مدير قسم الأسلحة في المنظمة دعا الحكومة السورية وروسيا إلى التوقف فورا عن استخدام هذه الاسلحة في الهجوم على المناطق المدنية الآهلة بالسكان على اعتبار أن هذه الأسلحة تسبب جروحا مروعة وآلاما فظيعة، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الخطوت خصوصا عندما يتعلق الأمر بمدينين عزل لا يملكون حتى أدوات يدافعون عن أنسفهم بها.
هذا وكان أول استخدام لهذه الذخائر الحارقة قد تم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الفيتنام وذلك عندما قامت القوات الأمريكية باستعمال النابلام والقنابل الفوسفورية وغيرها من الذخائر الحارقة حيث يتم استخدام هذه الأسلحة عن طريق القصف الجوي أو المدفعية.
جدير بالذكر أن روسيا عضو في بروتوكول الأمم المتحدة التي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالمية، فيما لم تلتزم سوريا بهذه الاتفاقية.
هذا وكانت روسيا قد أعلنت عن تطبيق هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب ابتداء من الأسبوع المقبل، حيث أبدت استعدادها لدعم مقترح المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا بشأن ذلك، بعد طلب الاتحاد الأوروبي إلى وقف القتال في حلب.
وزارة الدفاع الروسية إن موسكو على استعداد للإتفاق مع الحكومة السورية وذلك لتأمين قوافل المعونات في الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام.
وجاء ذلك بعد أن أكد الاتحاد الأوروبي إلى ” وقف فوري ” للقتال في حلب بهدف إفساح المجال حتى تصل المساعدات الإنسانية والطبية إلى نحو 1.5 مليون مدني وذلك تناغما مع مطالب دي ميستورا في وقت سابق اليوم أن إيقاف الاقتتال لمدة 48 ساعة هو أحد أهم الأمور التي تسعى لها الأمم المتحدة.