قالت صحيفة “ذا أتلانتك” البريطانية أن الشعب الأردني غاضب وبشدة من الحكومة الاسرائيلية ومن الحكومة الأردنية على حد سواء، بعد حادثة مقتل المواطن الأردني محمد زكريا الجواودة والذي كان يعمل بالنجارة في المكان الذي توجد فيه السفارة الاسرائيلية بمنطقة رابين بالعاصمة عمان.
وقالت مجلة “ذا أتلانتك” البريطانية في تقرير لها :” الأخبار الأولى حول ما جرى كانت غامضة، حيث أشارت إلى أن هجوم الجواودة على حرس السفارة كان مخططا له، في ظل الغضب الذي يعيشه الأردن على أحداث الأقصى، والتظاهرات التي اندلعت في عمان على نصب بوابات إلكترونية أمام بوابات المسجد الأقصى، في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يواصلون احتجاجهم في القدس”، مشيرة :” قرب الأردنيين من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي جغرافي وعائلي وعميق، وأن هناك نسبة 60% من الأردنيين يعودون في أصولهم إلى فلسطين؛ نتيجة للتشريد في عام 1948 و1967، بالإضافة إلى أن هناك مليوني شخص لا يزالون مسجلين على أنهم لاجئون، فيما يعيش 370 ألفا في المخيمات التي توسعت في العقود الماضية، وأصبحت مزدحمة، ودون خدمات كافية، لافتة إلى أن هناك الكثير من أبناء المخيمات ممن لهم أقارب يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وتابعت الصحيفة :” العلاقات العميقة والدماء في القدس لم تصل إلى الأردن قبل يوم الأحد ءحادث السفارةء فالأردن هو المكان الذي يهتف فيه الفلسطينيون وأبناء عمومتهم وجيرانهم ضد الصهيونية، في وقت تتعاون فيه حكومتهم بهدوء مع إسرائيل، في قضايا الأمن والطاقة والسياسات الموالية للولايات المتحدة، وتتعاون الشرطة الأردنية مع الإسرائيليين؛ لتأمين الحدود بين البلدين، ويزور السياح الإسرائيليون البتراء، فيما يقوم السياح الشباب بالتخييم في صحراء جنوب الأردن، وفي عام 1994، وقع البلدان معاهدة وادي عربة للسلام، واستمرت رغم الأزمات التي ظهرت، مثل محاولة عملاء للموساد عام 1997 اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وعندما قام جندي أردني بقتل تلميذات مدرسة إسرائيليات، (حيث سافر الملك حسين إلى إسرائيل، وناشد عائلات الطالبات العفو)، أو عام 2014 عندما قتل الجنود الإسرائيليون أردنيا على الجسر بين الأردن والضفة الغربية”، لافتة :” غضب الأردنيين موجه هذه المرة للحكومة الأردنية، وليس لإسرائيل، ففي الوقت الذي أعلن فيه الإسرائيليون مباشرة أن الجواودة هاجم الحرس أمام السفارة، فإن الشرطة الأردنية التزمت بالصمت لمدة يوم آخر، ولم تستطع التحقيق في الحادث والتوصل للقصة الحقيقية؛ لأن الإسرائيليين زعموا أن القاتل يتمتع بالحصانة، ولا يمكن التحقيق معه”، لكنها استدركت بالقول :” رغم تأكيد الشرطة التحقيق مع الحرس، إلا أن الأردنيين سمحوا ليلة الاثنين للحارس بالسفر إلى إسرائيل، وسمحوا بإخلاء السفارة بشكل كامل بعد التوصل إلى تسوية، حيث أخبر الحارس قصته للدبلوماسيين الإسرائيليين بحضور ضابط أردني، وفي الساعة 11 مساء من يوم الاثنين كان الحارس في إسرائيل، حيث استقبله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعانقه”.
وختمت “ذي أتلنتك تقريرها بالقول : “الغضب في الشوارع ا’لأردنية ديني ووطني وسياسي، وخليط من الواجب المقدس لحماية المكان المقدس، واحتجاج وطني على القتل الذي لا معنى له لمواطنين أردنيين، وعدم قدرة الأردنيين خلال العقود الماضية على عمل شيء ضد إسرائيل غير الهتاف ورسم العلم الإسرائيلي على الأرض”، مشيرة :” عائلة حمارنة أقامت في عمان الغربية عزاء في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث زار الملك العزاء، وقدم واجب العزاء لزوجته الألمانية وابنيه، ووعد شقيقه باسم بأن مقتل بشار لن يذهب دون عقوبة، مستدركة بأنه رغم أن الأقصى ليس له أي علاقة بمقتل الطبيب، ولم تشارك عائلته فيه، إلا أنها ليست ضد الاحتجاج، حيث قال باسم: “نحن الأردنيون مسلمون ومسيحيون ضد هذا”، أي ما يحدث للفلسطينيين”.