تعليقا على الجديد الذي تعرفه فرنسا حاليا بعد قرار منع ” المايوه الشرعي ” أو ” البوركيني ” وهو لباس البحر الاسلامي بالشواطيء الفرنسية، عبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في لقاء صحفي اليوم عن دعمه الكامل لرؤساء البلديات في خطوتهم الرامية إلى منع هذا اللباس بشكل كامل بفرنسا.
وقال فالس في مقابلة صحفية مع صحيفة ” لا بروفانس ” أنه يتفهم هذه الخطوة من طرف البلديات ورؤسائها وذلك لرغبة الأخيرين في الابتعاد عن أي مشكل وأية توترات في النظام العام، مضيفا أنه يؤيد بشدة المتخذين للقرار بمنع اللباس الإسلامي في البحر إذا كانوا قد قاموا بتلك الخطوة من أجل تعزيز فرص الفرنسيين في العيش المشترك وليس من أجل دوافع سياسية خفية ( في إشارة إلى تطبيق إستراتيجية ورؤية اليمين المتطرف ).
وأفاد فالس في تعقيبه أن البحر هو كسائر المساحات العامة يجب أن يكون خاليا من أية علامات دينية معتبرا أن البوركيني هو ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع الهدف منه هو استعباد المرأة ” مضيفا أن النساء فاسقات إذا لم تتم تغطيتهن بالكامل لا يتوافق مع القيم التي بنيت عليها الجمهورية الفرنسية على حد قوله.
وأشار الوزير الأول في حكومة فرونسوا هولاند أن منع البوركيني لا يحتاج لتعديل القوانين الجاري بها العمل، وذلك لأن الدستور الفرنسي هو دستور علماني يمنع وجود الدين في الأماكن العامة.
واستغل الوزير الأول الفرنسي الخروج الاعلامي من أجل إعادة التأكيد على ضرورة التنفيذ الصارم لقانون ” حظر النقاب في الأماكن العامة ” داعيا المرجعيات الاسلامية في فرنسا إلى اتخاذ مواقف رادعة لهذا الاتجاه، داعيا إياها إلى منع النقاب وإدانة الأعمال الاستفزازية التي قد تؤدي إلى مواجهة مجتمعية.
وتوجه فالس إلى المواطنين الفرنسيين المسلمين وإلى مرجعياتهم عائلاتهم والتزامهم الشخصي والمهني والاجتماعي للتعبير عن رفضهم للصورة المسيئة للإسلام، حيث تمنع فرنسا منذ سنة 2011 وضع النقاب والبرقع في الأماكن العامة، كما تمنع التلاميذ والموظفين الرسميين وتلاميذ المدارس من وضع رموز دينية واضحة على رأسها الحجاب.
وقام عدد من رؤساء البلديات في فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة بمنع البوركيني ما أثارا جدلا واسعا بين أنصار العلمانية الفرنسية والمدافعين عن الحريات كحرية التعبير والعيش، ليخرج الموضوع إلى الإطار المجتمعي بعد ما قام رئيس بلدة سيسكو في كورسيكا، وهي جزيرة فرنسية في البحر الأبيض المتوسط بحظر البوركيني بعد شجار عنيف دار بين شبان فرنسيين وعائلات من أصول مغاربية، أعادت إلى الساحة مسألة اندماج المهاجرين خصوصا العرب المسلمين في المجتمع الفرنسي الحالي في الوقت الذي ذاقت فيه فرنسا وابل ” الإرهاب “.