قال البرلماني المصري الأسبق ووزير الشئوون القانونية والبرلمانية محمد محسوب أن ما يسمى بالجبهة الوطنية المصرية التي تم الإعلان عنها يوم الإثنين، ستبدأ وبشكل فعلي فعالياتها داخل مصر.
وقال محسوب في لقاء صحفي مع أحد المواقع الصحفية :” تواصلنا مع عدد كبير من الشخصيات والرموز والقوى الوطنية، لكن لاحظ أن الدولة المصرية حجمها هائل، والنخبة السياسية والاجتماعية المصرية حجمها يتناسب مع ذلك، ومن ثمّ لا يُمكننا أن نزعم أننا استطعنا أن تواصل مع الجميع. لكن بالتأكيد تواصلنا مع الأغلبية”، مضيفا :”جهود الجبهة ءقبل الإعلان عن بدء نشاطها تحت التأسيسء هي جهود معلنة ومتواصلة، وبالتالي من لم نتواصل معه وجها لوجه فإن رؤية الجبهة وصلت لكل القوى السياسية التي نقدرها جميعا، وبالتالي نشكر كل من تواصلنا معهم، ونعتذر لكل من عجزنا عن الوصول إليهم”.
وتابع المتحدث ذاته :”الجبهة لم يُعلن تأسيسها، بل أُعلنت الخطوة الأولى ببدء الطريق إلى تكوينها، ونحن لن نستقل ببناء جبهة وطنية بمفردنا، ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك، ولذلك دعونا الجميع لنبدأ يدا بيد في استكمال خطوات التأسيس، وتنسيق جهود العمل المشترك لتحقيق أهداف ثورة يناير ومكتسباتها. وقد أعلنا رئيسا شرفيا للجبهة، وأعلنا هيئة تنسيقية لها متنوعة الانتماء؛ لتعبر عن طيف سياسي متنوع، وهو شكل أولي يتناسب مع كون الجبهة “تحت التأسيس”، ومع المهام الموكولة لها بهذه المرحلة”.
وحول ما يجعل الجبهة مختلفة عن باقي الهيئات، علق محسوب :”الجبهة ليست كيانا مُغلقا، ولم تطرح رؤية محددة تسعى لفرضها على أبناء الوطن، وتؤمن أن أعظم رؤية وأعظم خطة وأعظم كيان هو ما تبنيه أطراف الجماعة الوطنية معا؛ لذا فهي ليست كيانا منافسا لأحد، بل مظلة جامعة لكل المختلفين”، متابعا :”كما إنها لم ولن تدعي أنها تجمع الوطنيين الوحيدين أو أصحاب الرأي الصائب الذين لم يُخطئوا، بل هي رابطة تجمع من أخطأ ومن لم يُخطئ ءإن وُجدء كما أنها لا تعبر عن وجهة نظر فصيل أو تيار بعينه، ولن تسمح بأن يُعبر عنها فصيل أو تيار، بل تسعى لتجمع كل الأصوات المختلفة؛ لتؤلف منها موسيقى متناغمة لصوت وطني واحد، وإن اختلفت نغماته، لكنه يخلق في مجمله مقطوعة فنية تعبر عن وحدة الوطن، بالإضافة إلى أن امتدادها بين الخارج والداخل يُمثل قفزة جديدة في اتجاه توحيد الجماعة الوطنية”.
ونفى محسوب غضب الاخوان بعدما لم يتم النص صراحة على عودة مرسي كشرط، إذ أفاد :”لم نسمع من جماعة الإخوان المسلمين ذلك، فقد كانت كلمات ممثليهم في الهيئة التنسيقية للجبهة واضحة بإدراكهم وقبولهم بالمعادلة التي تسعى الجبهة للتوافق عليها. ومطلب عودة الرئيس مرسي ليس مطلبا إخوانيا فقط، بل هو مطلب جزء من أبناء الجماعة الوطنية، نقدره ونحترمه، وتقديرنا لكل القوى الوطنية بكل أطيافها ، لكن الجبهة لم تطلب من أي فريق أو فصيل أن يتنازل عن رأيه الخاص في أي مسألة، فكل ما يقتضيه الوجود داخل الجبهة أن تكون قابلا للاستماع للمختلف معك، وللوصول إلى آليات لحل الخلافات وإدارتها؛ حتى لا تتحول لنزاعات لا يستفيد منها سوى الاستبداد الذي يعتاش على انقسام الجماعة الوطنية. والجبهة ليست منصة للتنازل عن شيء، بل مظلة ليتكامل تحتها الجميع، ويتناقشوا فيما اختلفوا فيه برقي، وبما يستحقه الوطن من مسؤولية”.