تفاصيل مثيرة، تلك التي كشفت عنها شبكة “سي إن إن” الأمريكية حول قيام يهودي متشدد بتحويل جنسه إلى “أثنى”.
وروت “سي إن إن” قصة آبي شتاين البالغة من العمر 25 سنة، والتي كانت في الأصل يهودية متطرفة تدعى “يسرائيل” قبل أن يتحول أو تتحول جنسيا من جنس إلى آخر.
وقال التقرير :”شتاين ولدت في بروكلين وترعرعت في طائفة يهودية حسيدية، وهي طائفة يهودية متحفظة تنبذ العالم الحديث. الطفل السادس والولد الأول في عائلة مكونة من 13 طفلا، آبي، مثل جميع الذكور في مجتمعها، ارتدت الملابس الداكنة وقبعة الفراء المميزة لتلك الطائفة الدينية، وتحدثت اللغة اليديشية فقط، والتزمت بالطريقة التقليدية لحياة رجل حسيدي شاب في مجتمعها الذي يفصل بين الجنسين، وحضرت “ييشيفا” (مدرسة يهودية متحفظة) في شمال ولاية نيويورك، وأصبحت حاخاما. وفي 17 من عمرها، كما هو مألوف في المجتمع الحسيدي، خُطط زواجها لها. وفي 18 تزوجت. وبعد عام، ولدت زوجة آبي طفلا”.
وأضافت القناة الأمريكية :”ورغم سعادتها بأن تكون أحد الوالدين، تقول آبي إن ولادة ابنها، كانت حافزا لمواجهة سر كانت تخفيه طوال حياتها. إذ لطالما شعرت بأنها أنثى”، مفيدة :” خلال طفولتها كانت تقول: “أنا فتاة، أليس كذلك؟” ولكن الجميع أخبرها شيئا مخالفا لذلك. وتابعت بأنه كان من الصعب عليها أن تكبر دون وجود أي منفذ لها، ودون وسيلة للتعبير عن نفسها”.
وتطرقت “سي إن إن” إلى اللحظة الفارقة أو تلك التي قرر فيها الحاخام اليهودي المتشدد خوض تجربة غريبة عن المجتمع اليهودي التقليدي، حيث واصلت الحكاية بالقول :”عندما كنت في الـ12 من عمري تقريبا قررت أن أعرف ما أشعر به فيما يتعلق بالجنس، ولكن هذا كان أمرا مستحيلا، لأنني الوحيدة التي أحسست بذلك الشعور”.
ووصفت “شتاين” حياتها في العيش في منطقة حسيدية كالعيش في فقاعة، إذ قالت مستفيضة :””الأفلام والتلفزيون والموسيقى والمجلات والأدب لا توجد هناك، ولا يوجد اتصال بالإنترنت، ولا يتحدثون الإنجليزية، ولا يتفاعل الرجال والنساء مع بعضهم على الإطلاق، إنه أكثر المجتمعات تشددا فيما يتعلق بالفصل بين الجنسين في الولايات المتحدة”، قبل أن يواصل التقرير :” عندما كانت في العشرين من العمر، وكانت قادرة على استخدام كمبيوتر لوحي لصديقها للاتصال بشبكة واي فاي. كانت تلك المرة الأولى التي تتصل فيها بالإنترنت، وما وجدت عليه غيّر حياتها؛ إذ كتبت باللغة العبرية، وهي لغة يمكن أن تفهمها، “صبي يتحول إلى فتاة” عبر محرك البحث “غوغل”، وأدى ذلك إلى صفحة ويكيبيديا حول المتحولين جنسيا، ثم منتدى إسرائيلي مجهول الهوية عبر الإنترنت لمجتمع المتحولين جنسيا، حيث بدأت تتفاعل مع المستخدمين الآخرين الذين كانوا يعانون أيضا مع هويتهم الجنسية. الاسم الذي اختارت استخدامه في غرفة الدردشة عبر الإنترنت؟ تشافا، أو حوّاء باللغة العبرية. “أول امرأة!”.
وكان الوضع بالنسبة للحاخام المتحول جنسيا صعبا جدا عندما اتخذ القرار، إذ وصف الوضع بالقول :”إلى حد ما، كان ترك المجتمع أكثر صعوبة من الانتقال، ولم يكن لدي أي فكرة عما كنت سأذهب إليه، ولم أكن أعرف أحدا، ولا أستطيع تحدث اللغة، ولم يكن أحصل على تعليم، أو أعرف ماذا أرتدي، وأنا لا أعرف كيف أتحدث، وأتذكر أول مرة دخلت إلى مقهى ستاربكس، وصُدمت.. صدمة الثقافة كانت على جميع المستويات، إنها أشبه بكوني مهاجرة في وطني”
وختمت القناة بالقول :”صيف عام 2013، انفصلت شتاين وزوجتها. وبمساعدة مقاطع فيديو يوتوب ومنظمة “فوت ستيب” قرها نيويورك، التي توفر الدعم للأشخاص الذين يغادرون المجتمعات الأرثوذكسية المتشددة، تعلمت شتاين اللغة الإنجليزية، وحصلت على شهادة الثانوية العامة، وعملت على دخول كلية، وفوجئت عندما تم قبولها في جامعة كولومبيا”، مواصلة :”وخلال دراستها العليا، بدأت العلاج بالهرمونات. وفي 11 نوفمبر 2015، أصبحت يسرائيل رسميا آبي، معلنة ذلك في تدونية لها على الإنترنت. اسمها، كما تقول، كان شيئا اختارته لأسباب محددة :”آبي يأتي من أبيجيل، التي هي في الكتاب المقدس إحدى زوجات الملك داود، وهي شخصية قوية جدا في الكتاب المقدس، وفي التلمود يقولون إنها تقول إنها كانت واحدة من سبع أجمل النساء الذين عاشوا في أي وقت مضى. ويعني (الاسم) أيضا مصدر الفرح أو مصدر السعادة، لذلك كان هناك الكثير مما أثّر في”.