هاجمت صحيفة “يدعوت أحرنوت” الإسرائيلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب سلوكه “الغبي” الذي تسبب في تسريب معلومات استخباراتية مهمة جدا لإسرائيل إلى روسيا.
وقالت الصحيفة إنه حتى الآن لا يمكن الحسم بأن روسيا علمت بمخططات إسرائيل في اختراق حواسيب أعضاء تنظيم الدولة داعش من أجل إسقاط مجموعة طائرات عبد قنابل ذكية، مستدركة إنه إن كان حدث ذلك فعلا، فهذا يعني ببساطة “كارثة استخباراتية”.
وأفادت الصحيفة في مقال افتتاحي كتبه أليكس فيشمان، المعلق العسكري الصهيوني :”ما حدث ليس خللا ولا أزمة عابرة تتعلق بفقدان المعلومات، بل انهيار عرضي لقدرات استخبارية اكتسبت بجهد كبير ومخاطر شديدة”، مضيفة :”تمكن “الهاكر” الإسرائيلي من الحصول على معلومات، تفيد بأن هذه الخلية التابعة للتنظيم، تمكنت من تطوير قنبلة حديثة لا تكتشفها آلات الكشف في المطارات، وتتخذ شكل بطاريات الحواسيب المحمولة، وهي المعلومة التي أدت إلى صدور قرار بمنع حمل الحواسيب المحمولة في الطائرات خلال الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة من دول إسلامية”.
وتابعت الصحيفة أن وسائل الإعلام الأمريكية تسابقت من أجل نشر هذا الخبر مؤكدة أن هذا الكشف هو “أكبر قدر ممكن من عار الرئيس ترامب، ومعه كشف المزيد من الأسرار الإسرائيلية، لتعظيم غبائه”، مذكرة :”في البداية جرى الحديث عن عميل جندته إسرائيل في سوريا؛ وهذا بحد ذاته كان كفيلا بأن يلحق ضررا كبيرا، فمن المعقول أن يقوم تنظيم الدولة بوضع الصعاب أمام جمع المعلومات، مع القضاء على مصدر معلومات نادر؛ سواء عمل هذا العميل أم لا”.
وواصلت الصحيفة العبرية متطرقة للتسريب الذي تحدثت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” واسعة الإنتشار :”المعلومة الحساسة تم الحصول عليها نتيجة لهجمة سايبر، فمن شأنها منذ الآن أن تلحق أضرارا استخبارية من نوع آخر وبحجم أكبر بكثير، لأن تنظيم الدولة يدرك جيدا بأنه لا يوجد جهاز استخباري إلا ويحاول التسلل لداخله، وعليه فمن المعقول أنه أمر بالإبقاء على قطع الاتصال، لأن رجال التنظيم يمتنعون عن استخدام الوسائل المحوسبة وإذا ما استخدموها فإنها تكون مشفرة”، كاشفة :” في الماضي، أن تنظيم الدولة يجري اتصالاته مع رجاله عبر ألعاب “بلاي ستيشن” أو “إكس بوكس”، حيث يتأكد أن “التسلل إلى داعش، وإن كانت عبر هجمات إلكترونية، إلا أنها تنطوي أحيانا على خطر يهدد الحياة”، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن “كل تسلل يستوجب عملا استخباريا كلاسيكيا يتضمن؛ تحديد هدف، دراسة المنظومة، ومحاولة العثور على نقطة ضعف، وتطوير معاملات تخفي حصان طروادة الذي يتم إدخاله لجمع المعلومات السرية”.
وحول تأثير هذا الكشف على عمل الاستخبارات الإسرائيلية، قالت “يدعوت أحرنوت” :” الكشف الذي حصل حول طريقة الحصول على تلك المعلومات الحساسة، “سيقصر عمر الأداة الاستخبارية التي من خلالها تمكن من الدخول لحواسيب العدو (داعش)”، مؤكدة أن “الأسوأ من ذلك؛ إذا كان المهاجم نفسه لا يعرف أنه كشف، وهنا يمكن تحميله معلومات كاذبة واستخدام معطياته لمهاجمة دول أخرى”، مبينة :”لحرب السايبر فضائل وفوائد هائلة على الاستخبارات التقليدية، ومع ذلك، فإنها تنطوي على مخاطر وأضرار على المدى البعيد على المهاجم”.