اعتبرت توكل كرمان، الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أن قرار القطيعة الذي نهجته مجموعة من الدول العربية مع قطر هو قرار جائر ولا يخدم سوى المشروع الإيراني والإنقلاب العسكري في اليمن.
كرمان وفي تصريحات صحفية قالت أنه خطوات أخرى كان يجب اتخاذها، وذكرت منها :” أدعو الإخوة في السعودية إلى إلغاء هذه الإجراأت من أجل مصلحة الخليج العربي والأمة العربية. التماسك ووحدة الصف الخليجي مهمة في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ أمتنا.. هذا ما يقوله العقل والمنطق”، مضيفة :”أنا هنا أحيي جهود دولة الكويت وأميرها وأراهن على حكمائها في حل الأزمة المتصاعدة بين قطر وأشقائها. طبعا يجب ألا ننسى أن قطر تدفع كلفة وقوفها مع الربيع العربي، والدفاع عن قضاياه العادلة”.
وعلقت الناشطة اليمنية على القمة الاسلامية الأمريكية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض حيث قالت :”العلاقات العربية الأمريكية ملف شائك دائما. شخصيا أنا مع أن تقيم الدول العربية والإسلامية علاقات قوية مع أمريكا، وضد تبني شعار إيران الزائف الذي يعتبر أمريكا الشيطان الأكبر ثم يقيم معها الصفقات في الخفاء. كل ما أرجوه أن تكون العلاقات محترمة، وهذا ما يجب أن نعمل من أجل حصوله. اعرف أن لدينا مآخذ على السياسة الأمريكية، خصوصا تجاه القضية الفلسطينية، والتساهل تجاه التمدد الإيراني في المنطقة، لكن مقاطعة أمريكا خيار غير واقعي”، مضيفة :”جب أن نعمل على منظمات المجتمع المدني في أمريكا؛ مع الإعلام الأمريكي، مع الشخصيات الأمريكية الفاعلة من أجل إبراز عظمة الربيع العربي وأهمية الديمقراطية في العالم العربي في مكافحة الإرهاب”.
وحول مستقبل الوضع في اليمن، بدت كرمان غير متفائلة كثيرا حيث قالت :”اليمن يمر بمرحلة شديدة الصعوبة. هناك حرب تدور منذ أكثر من عامين نتيجة لانقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع صالح المدعوم من دولة الملالي في إيران. مستقبل اليمن هو دولة اتحادية من ستة أقاليم، كما نصت على ذلك وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل. هذا ما نعمل من أجله، وهذا ما تنطق به قرارات مجلس الأمن. ندرك أن دون ذلك عقبات كثيرة، لكن لدينا إيمان بأننا سوف نصل إلى ما نريد”، مستدركة أن مشروع تقسيم اليمن لن يمر بسهولة، حيث قالت :” يتطلب تقسيم اليمن قبولا شعبيا واسعا على المستوى الوطني لجميع الناس في اليمن الكبير، ودعما عربيا ودوليا، وهو الأمر الذي لا أراه قابلا للتحقق. الشعب اليمني حريص على وحدته في ظل دولة اتحادية ديمقراطية مدنية تضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة، دون إقصاء او تهميش. ويكافح اليمنيون بمختلف مناطقهم وتوجهاتهم من أجل تحقيق هذا الهدف، أما العالم فلن يسمح بتقسيم اليمن، ولن يساند ذلك؛ لأن الوحدة اليمنية تمثل عامل استقرار للمنطقة، وشرطا ضروريا لتحقيق السلام الإقليمي والعالمي في واحدة من أهم المناطق في العالم، فلا يخفى على أحد ما يتمتع به اليمن من موقع جيوسياسي بالغ الأهمية” على حد وصفها.