اختارت العديد من الأسر المغربية والأجنبية مرزوكة كوجهة سياحية لقضاء عطلة الصيف هذه السنة، فإضافة إلى المناظر الخلابة التي يعرف بها جنوب المغرب، تقوم مرزوكة باستقطاب السياح الباحثين عن العلاج الطبيعي لأمراض الروماتيزم والمفاصل في حمّامات رمالها.
حيث يتعب المرضى من استعمال الأدوية الكثيرة، التي تهدئ الآلام مؤقتا، دون أن تكون حلا نهائيا، فيبحثون عن طرق طبيعية أسرع و أكثر فعالية للتخفيف عن آلام أمراضهم المزمنة.
و قد تم تصنيف مرزوكة، الواقعة بإقليم الرشيدية، كرابع أفضل وجهة عالمية للسياحة العلاجية بحسب تصنيف مجلّة “ناشيونال جيوغرافي” الأمريكية في عدد غشت- شتنبر، إذ تتميز بسخونة رمالها التي قد تتجاوز درجة حرارتها 50 درجة مئوية و التي تمنح شعورا بالراحة للأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل والروماتيزم، حيث أن وجود مدينة مرزوكة في منطقة مرتفعة عن البحر 3000 متر يساعد الزوار على الاستفادة من أشعة الشمس الحارقة التي توفر لهم علاجاً مهماً لآلام الروماتيزم.
وتجري عملية العلاج كما يلي قبل القيام بعملية الطمر، يطلب من الزائرين الصيام عن تناول الطعام والمشروبات الباردة والمياه، ويتمّ قياس ضغطهم الدموي ثم يتم طمر الشخص الراغب في الاستحمام كاملاً في الرمل، باستثناء رأسه الذي تتمّ تغطيته بقبعة كبيرة ودائرية، تعرف بالعامية بـ”التارازا”، وهي شبيهة بقبعات المكسيكيين تفادياً لضربة شمس. تدوم عملية الطمر أو ما كما تسمى بالعامية “الردم” بين عشرة إلى خمسة عشر دقيقة. خلال هذه الفترة، يقدم أحد المشرفين المرافقين للشخص المستفيد من عملية الاستحمام الرملي، جرعات قليلة من الماء حتى لا يصاب بالجفاف جراء عملية الامتصاص التي تقوم بها الرمال.
بعد قضاء ما يقارب 15 دقيقة في الخيمة، يتوجه من قام بالعلاج إلى أحد الحمامات التقليدية الموجودة في المنطقة للاستمتاع بحمام دافئ في المياه الساخنة.
لكن تم دق ناقوس الخطر بالمنطقة خوفا مما قد يسببه العلاج العشوائي في الحمامات الرملية بمرزوكة خلال أشهُر فصل الصيف، فهذا العلاج الذي يتم دون أي مراقبة من طرف مختصين قدْ تنتج عنه مضاعفات صحّية شديدة الخطورة، بل قدْ تصل إلى الوفاة، إذْ قد لا تسمح الحالة الصحية لبعض الأشخاص بتحمل الحرارة الشديدة للرمال كالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والسكري وارتفاع الضغط الدموي أو المُسنّين.
فرغم شهادة العديدين بالفعالية الكبيرة لرمال مرزوكة كعلاج يحسّن حالات الأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل والروماتيزم، فإنّها، في الوقت نفسه، قد تشكّل خطورة كبيرة على الباحثين عن العلاج تحت الرمال الساخنة إذا لجؤوا إلى “العلاج العشوائي”، دونَ الإشراف الطبي اللازم الذي يحدد أولا إن كانت الحالة الصحية للمريض تسمح له الخضوع لهذا العلاج أم لا وفي أي ظروف، إذ سجلت وفيات بسبب مضاعفات العلاج في الحمامات الرملية بمحطة مرزوكة الاستشفائية خلال فصل الصيف الجاري.