رغم الديكتاتورية الكبيرة التي تعيشها كوريا الشمالية، بدأت مجله “نيوزويك” في التساؤل حول فقدان كيم جونغ، الزعيم الكوري الشمالي على سيطرته على الحكم.
وأجابت المجلة :” ربما، فالسكان الذين تعودوا على طاعته حتى العبادة، وأداء الأغاني التي تمجده، والنشيد الوطني الذي يتعهدون فيه بالولاء له، لم يعودوا يهتمون بهذه الطقوس، بل إنهم يقومون بالسخرية ممن يمجد الرئيس الحالي، أو والده كيم جونغ إيل، أو جده”، مشيرة :” مصادر تحدثت إلى إذاعة “آسيا الحرة”، قائلة إن من يقوم بأداء الواجب يعد هدفا للمواطنين، وعزت تدني المعنويات، وقلة الاحترام المتزايدة للزعيم الأكبر، إلى تراجع الاقتصاد، وإعدام كيم لوالد أمه جانغ سونغ ثايك، لافتا إلى أن المصادر الكورية الشمالية، التي تحدثت للإذاعة، أشارت إلى إمكانية انهيار النظام الذي يحكمه كيم جونغ أون”.
وأكدت المجلة :” تقاليد التبجيل تجاه القادة الديكتاتوريين بدأت في عهد والده كيم جونغ إيل، إلا أنها ظلت في الدوائر الخاصة بين الأصدقاء، لكن منذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة في عام 2011، أصبحت هذه الممارسات أكثر حضورا في الحياة اليومية للكوريين الشماليين، في مجتمع محروم منذ زمن طويل من حقوق الإنسان وحرية التعبير، أو معارضة الحكومة بطريقة قانونية”، ناقلة عن نفس المصدر قوله :” حتى عندما كان كيم جونغ إيل على قيد الحياة فإن تحولا تدريجيا قد حدث، بحيث لم يعد يتم الحديث عن الزعيم بطريقة مبجلة، العودة للتبجيل بدأت في عصر كيم جونغ أون وصارت علنية”.
وواصلت الجمعة :” وقف البعض عن الحديث بطريقة مبجلة عن الزعيم راجع للوضع الاقتصادي السيئء، بحيث لم يعد أحد يخشى من أعمالا انتقامية بعد سنوات طويلة من العيش في ظل العنف، في الوقت الذي اختفت فيه سيطرة الدولة على أسعار البضائع، وتم قطع الحصص الغذائية، ولم تعد الدولة تقدم الدعم للمواطنين، فإن المصطلحات التبجيلية للزعيم اختفت بشكل تدريجي”، ويضيف المصدر: “في ظل زيادة نمو الأسواق، وصعود النشاطات التجارية، لم يعد كيم جونغ أون مهما”.
ونقلت عن مصدر آخر قوله :” المصطلحات التبجيلية لا تزال تستخدم في الأماكن العامة؛ خوفا من الإجراءات الانتقامية، إلا أنها غير مستخدمة في المجالس الخاصة، ولن تزيد، خاصة أن السكان لن يتعرضوا للعقوبة”، ويضيف: “دائما ما كان هناك عملاء ومخبرون بين الأصدقاء المقربين والجيران، لكن لا أحد يتعرض للعقوبة لأنه لم يستخدم الألقاب التبجيلية عندما يتحدث عن كيم جونغ أون، ولهذا فإنه يبدو أن نظام العزلة بدأ في الانهيار”، مؤكدة :” مثل هذه المعارضة المفتوحة تتصاعد في وجه الحكومة، التي ظلت تحت رقابة الأمم المتحدة؛ لانتهاكها حقوق الإنسان، ففي عام 2014، قامت مفوضية التحقيق في حقوق الإنسان بتوثيق حالات اغتصاب وإجهاض بالإكراه، بالإضافة إلى عمليات الإعدام والإبادة، مشيرة إلى حجم وخطورة هذه الأفعال”.