للأسف وصلنا إلى زمن غريب لك عندي مصلحة فــأنت صــديقـــي لك عندي حـاجة فــأنت أخـــــــي لك عندي غــرض فأنت المخلص الوفي … انتهت المصلحة . مــن أنت ؟؟؟ لا أعرفك ؟؟؟ لا أتذكرك؟؟؟ لـم أرك ؟؟؟ انتهت المصلحة انتهى معها الكــــــلام انتهى معها الســــــلام انتهى معها حتى الابتسام. في هذه الحياة من الصعب إيجاد شخصٍ ما يفهمـكْ من الصعبِ جِدآ تَكويـن صداقات تستمر إلـى سنين كثيرة نحن نعيــــش فـي زمن الغدر والخيانة زمن (المصالح) يأتـــي شخص ويدعــي أنه صديق لكـ ويستمر فـي خداعك إلى أن يأخذ ما يريد منك ثم يتركك و يطعنكـ في قلبك بسيف فيه أحلى وأروع النقوشات يطعنك بالسيف الذي كان يحميك بـه أي صديق هذا ؟! أي صديق يفعل بصديقه كل هذا ؟!.
هذا إنسان مر عليه زمن لم يكن ذا بال أو يعرفه احد، وفجأة قدر له أن يظهر ، إما في وظيفة مرموقة أو وجاهة عالية أو أصبح غنياً أو غير ذلك، فإذا به يرى الناس تحيط به من كل جانب تقدره وتحترمه وتفسح له في المجالس، وتتصل به وتعزيه و …. أين كان هذا من قبل ؟. إنسان آخر كان يعامل نفس المعاملة وزيادة، لكن مكانته فقدت لسبب أو لآخر … فلا عاد يشفع أو ينفع وإذا بمن كان يحيط به تخلى عنه وابتعد، أين ذهبت التبجيلات والتقديرات ؟ وأين تلك الحفاوة ؟ وأين ذهبت قيمة أبي فلان ؟ الله يرحمه دفناه . وهذا مسؤول كبير في دولة كان يكال له الود والاحترام من جميع من حوله، حتى إذا جاء إلى بائع الفواكه والخضار قدمه على جميع المشترين، وأعطاه أفضل ما عنده، وفجأة أحيل هذا المسؤول للتقاعد، وجاء كعادته إلى بائع الخضار، وإذا بالبائع يقول لهذا المسؤول لو سمحت خد صف مع الناس. وهكذا حال الناس (إن أحبوك لشيء فارقوك على فراقه ).
وسئل أحد الناس المجربين بعد أن أقبلت عليه الدنيا من أصحابك ؟ فقال لا تسألني الآن عن أصحابي، فكل الناس لي أصحاب الآن، لأن الدنيا مقبلة علي، ولكن اسألني عن أصحابي إذا أدبرت الدنيا عني . فإلى أصحاب المصالح أسوق حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان) والذي جاء فيه من ثلاثة (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله) . وإلى أصحاب الوجاهة أقول لا تغتروا فإنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره بان وانفصل.