بدأت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بأخذ بعض الخطوات إلى الخلف من أجل وضع مسافات بينها وبين الحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني، القيادي في الحزب ورئيس المجلس الوطني، جاء ذلك في أول اجتماع لها بعد عدة أشهر.
الاجتماع الذي عقدته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، جاء في غياب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية المعفى والأمين العام للحزب، والذي يقوم في الوقت الحالي بعمرة في الديار المقدسة.
الأمانة العامة “للمصباح” أكد في بلاغ أصدره بعد هذا الاجتماع :” حزب العدالة حريص على الوفاء لثقة المواطنين التي بوأته مركز الصدارة في المشهد السياسي خلال الانتخابات التشريعية لـ7 أكتوبر، وعزمه على مواصلة أوراش الإصلاح ببلدنا والدفاع عن كرامة المواطنين وخدمة مصالحهم”، متابعة :” في أعقاب لقائها ليلة الثلاثاء، نؤكد أن الحرص سيكون “على المستوى الحكومي أو عبر عمل برلمانييه ومنتخبيه وباقي هيئاته وتنظيماته الحزبية، والاستمرار في نهج القرب منهم والتواصل معهم بكل الآليات المتاحة”.
وأفاد ذات البلاغ :” اللقاء ترأسه نائب الأمين العام، سليمان العمراني، افتتحه بكلمة واستمع لتقارير كل من رئيس الحكومة ورئيسي الفريقين البرلمانيين للحزب والمدير العام للحزب”، مستدركا :” لكن الأمانة العامة تؤكد تقديرها للنقاش العمومي الذي عرفته المرحلة بشأن تشكيل الحكومة وموقع حزب العدالة والتنمية فيها وما رافق هذا النقاش من تقييمات مختلفة، والذي يعكس المكانة المحورية للحزب في المجتمع المغربي، والأمل المعقود على دوره إلى جانب القوى الوطنية الساعية إلى تعزيز البناء الديمقراطي في بلدنا”.
وأشادت أمانة “الإسلاميين” بما وصفته :” الحرص الكبير لأعضاء الأمانة العامة على تجاوز تداعيات المرحلة والأسئلة التي طرحتها من خلال الحوار الحر والبنَّاء والهادف والمسؤول داخل هيئات الحزب، وتأكيدهم على ضرورة امتلاك قراءة جماعية هادئة للمرحلة وبلورة رؤية مستقبلية لمواجهة استحقاقاتها وتحدياتها مواصلة لخدمة المصالح العليا للوطن والاستجابة لانتظارات وتطلعات المواطنين”، داعية :” مناضلي الحزب للتحلي باليقظة وروح المسؤولية والتمسك بمقتضيات الأخوة الصادقة وحسن تدبير الاختلاف، وتفويت الفرصة على المتربصين بالحزب”.
من جهته، أكد بلال التليدي، الباحث في الحركة الإسلامية، وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة ولتنمية أن “بلاغ الامانة العامة لحزب العدالة يعني في أحد دلالاته أن الحزب يتجه على البحث عن صيغة جديدة للعلاقة بن الحزب والحكومة”.
وقال التليدي في تصريح صحفي لأحد المواقع العربية السياسية :” الأمانة العامة للحزب تجاوبت مع النقاش العام الحاصل حول مشاورات الحكومة من خلال دعوتها للنقاش الهادئ والحوار الذي خلفته طريقة إخراج الحكومة الحالية، المطلوب اليوم من الحزب حاليا هو افتح حوار داخلي شامل وجماعي، يأخذ مداه قبل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب”.
وختم بالقول :” الحوار الداخلي ينبغي أن يحرص على مراعاة الارتباط الوثيق بين إعادة الاعتبار للسياسة من جهة وبين تمثل إرادة المواطنين التي عبروا عنها في انتخابات 7 أكتوبر”.