لا يختلف اثنان على حب الحيوانات الأليفة، خاصة القطط المنزلية التي انتشر وجودها في المنازل وأصبح الكبار والصغار يحبون تربيتها والعناية بها، ولأن الحديث الإعلامي الرائج حول وجود القطط في المنزل وبأنها تشيع أجواء المرح والسعادة فيه، فقد أدى ذلك إلى زيادة الإقبال على اقتناء القطط في المنازل رغم وجود الحوامل فيها وما تسببه ذلك من مخاطر حذر منها الأطباء.
حذر الأطباء من داء القطط، أو ما يعرف بمرض القطط الذي يهدد الحامل والجنين، ولكن هذا المرض يمكن أن ينتقل من خلال مصادر أخرى غير القطة ذاتها، ولذلك فقد التقت ” سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة نهى داوود، حيث أشارت إلى 4 مصادر مفاجئة تصيب الحامل بمرض القطط غير القطة ذاتها، وطرق الوقاية من مرض القطط ومخاطره على الأم الحامل والجنين في الآتي:
ما هو مرض القطط؟
اعلمي أن مرض القطط يعرف بداء المقوسات، وهو عبارة عن الإصابة بطفيل يعرف بالتوكسوبلازما والذي يعد من أبرز المخاطر التي قد تُنقل عن طريق العدوى إلى المرأة الحامل ويكون مصدر العدوى الأول هو وجود بيض الطفيل في فضلات القطة والذي قد ينتقل إلى الحامل التي تحتك بالقطة سواء عن طريق مداعبتها أو تنظيفها.
لاحظي أن الإصابة بداء المقوسات الذي يعرف بداء القطط لا يكون خطيراً بالنسبة للإنسان العادي لأن مناعة الإنسان الطبيعية تكون قادرة على السيطرة على الطفيل من دون أن يسبب أي أعراض بعكس المرأة الحامل التي تكون مناعتها ضعيفة، حيث يتمكن الطفيل من التأثير عليها وعلى الجنين ويعرضها إلى مخاطر منها الإجهاض، أوالتعرض إلى الولادة المبكرة ومضاعفاتها، أو حدوث تشوهات خلقية عند الجنين، مثل الإصابة بالعمى أو الإعاقة الذهنية، وكذلك قد يكون حجم الرأس غير الطبيعي، والإصابة بالتشنجات وتكلس الدماغ، وانخفاض وزن المولود وارتفاع نسبة إصابته باليرقان والحمى الوليدية.
توقعي أن يصاب الطفل الرضيع بمرض القطط أو داء المقوسات كما يطلق عليه في حال كانت الأم المرضعة مصابة بالطفيل، حيث ينتقل إليه من خلال حليب الأم، ولذلك يجب أن تكون الأم حريصة على اتباع قواعد الصحة والسلامة مثل الحامل تماماً، لحماية الجنين خلال وجوده في الرحم وحمايته حين يصبح رضيعاً ملتصقاً بأمه.
مصادر العدوى بمرض القطط عند الحامل
1- اللحوم المصنعة والبرجر
ابتعدي تماماً عن تناول جميع مصادر اللحوم المصنعة التي تكثر في محال السوبر ماركت، حيث إنها تعتمد في الأساس على استخدام لحوم مجهولة المصدر، وفي الوقت نفسه غالباً ما تكون هذه اللحوم أو بقايا الحيوانات والطيور مثل الأحشاء الداخلية وأرجل الدجاج ملوثة بطفيل داء القطط والذي ينتقل إلى الحامل بسهولة.
امتنعي عن تناول شطائر البرجر وكذلك اللحوم التي تعد بطريقة غير صحية، بحيث لا تكون تامة النضج، حيث إن طفيل داء القطط” المقوسات” لا يتم القضاء عليه إلا من خلال التعرض للحرارة العالية في حين أن شطائر البرجر على سبيل المثال يتم تعريض سطحها الخارجي فقط للنار، وكذلك الأمر بالنسبة لما يعرف بـ ” الشاورما”.
2- ماء الشرب الملوث
اهتمي بشرب الماء من مصادر آمنة، وامتنعي تماماً عن شرب الماء خلال مرحلة حملك من أماكن لا تثقين بمستوى النظافة فيها، أو شرب الماء من أيدٍ ملوثة بطفيل داء القطط كما يحدث في المطاعم والمقاهي، حيث لا يعتني معظم العاملين بنظافة أيديهم بعد استخدام المراحيض العامة.
احملي معك في أي مكان عبوة الماء الخاصة بك والتي تثقين بمصدرها، وبذلك تحققين هدفين فالأول هو الاستمرار بشرب الماء، حيث إن كمية الماء التي يجب أن تشربها المرأة الحامل يجب ألا تقل عن ثمانية أكواب كبيرة من الماء يومياً لترطيب جسمها وحمايتها من الجفاف والشعور بالانتعاش طيلة الوقت خاصة مع تقدم شهور الحمل، ويفيد حمل الحامل للماء في كل مكان بأن يكون لديها مصدر نظيف آمن للماء، لحمايتها من الإصابة بأي عدوى.
3- الفواكه غير المغسولة جيداً
حامل تأكل تفاحة
تجنبي تناول الفواكه والخضروات غير المغسولة جيداً وتحت الماء الجاري ولعدة مرات، حيث إن الفواكه والخضروات تكون معرضة للتلوث بطفيل داء القطط، وكثيراً ما نلاحظ أن القطط تقضي حاجتها بين المزروعات إضافة لتلوث الخضار والفواكه بفضلات الإنسان الذي يكون مصاباً بالطفيل ولكن لا تظهر عليه الأعراض بسبب مناعته القوية، على عكس الحامل التي قد تصاب بالعدوى بسرعة وتظهر عليها الأعراض لأنها تكون بمرحلة حرجة، حيث إن مناعة الحامل تقل كثيراً عن الأيام العادية، وتلعب التغيرات الهرمونية دوراً في تغير كيمياء جسم الحامل عموماً.
4- الحليب الطبيعي غير المغلي
حليب ملوث بطفيل التوكسوبلازما
احرصي على غلي الحليب الطبيعي الطازج جيداً قبل شربه، حيث يفضل شرب الحليب الطازج يومياً للحامل كمصدر مهم للكالسيوم وفيتامين د، ولكن بعض النساء الحوامل لا يفضلن شرب الحليب ساخناً ويقمن بشربه من دون غليه، حيث إن الحليب الساخن عموماً يزيد من تهيج المعدة، ولذلك يجب على الحامل أن تقوم بغلي الحليب لمدة لا تقل عن عشر دقائق من بدء ارتفاع درجة حرارته وليس بمجرد وضعه فوق النار ثم تركه لكي يبرد أو يشرب فاتراً، فالمهم هو وصول الحليب إلى درجة الغليان للتأكد من تعقيمه وألا يكون مصدراً للعدوى بداء القطط.
أعراض داء القطط للحامل
توقعي أنه في حال إصابتك بعدوى بالطفيل الذي تحمله مصادر التلوث بداء القطط أو وصول فضلات القطة المنزلية إليك بأية طريقة أن تظهر أعراض مرض القطط عليك في الشهور الأخيرة من الحمل ومع اقتراب موعد الولادة، مما يعني أن خطر العدوى قد ينتقل إلى الجنين.
لاحظي أن أعراض داء القطط تظهر على الحامل بعد انتقال الطفيل إليها بحوالي ثلاثة أسابيع ويمكن أن يتم فحص دم الحامل للكشف عن وجود الأجسام المضادة للعدوى، ويمكن أن يتمكن الطبيب من تحديد وقت حدوث العدوى للحامل أيضاً بناءً على نوع الأجسام المضادة التي ظهرت في التحاليل وما إذا كانت مستقرة وعالية النسبة أم لا؟ حيث تظهر النتائج خلال أسبوع من الحصول على العينة.
احرصي وفي حال الشك بوجود عدوى لديك سواء كانت من القطة المنزلية أو مصادر العدوى الأخرى بهذا الطفيل، فعليك التوجه إلى الطبيب حيث يفحص عينة من السائل الأمينوسي المحيط بالجنين، حيث يمكن علاج الأم بالمضادات الحيوية في حال وجود إصابة، مع ملاحظة أن الإصابة في شهورالحمل الأولى لا تشكل خطراً على الجنين.