عندما يبدأ طفلكِ في تعلُّم الصيام، قد يواجه العديد من الصعوبات، أبرزها الشعور بالجوع والعطش. ويعَد هذا أمراً طبيعياً وذلك لامتناعه عن تناوُل الطعام لساعات؛ فعلى الرغم من أن طفلك الصغير يجب أن يتحمّل الجوع والعطش لساعات أثناء الصيام، إلا أن ذلك قد يؤثّر على أنشطته اليومية. لذا يجب تدريب وتعليم طفلك الصيام ببطء وبشكل تدريجيّ حتى يعتاد عليه. كما أن هناك حيلاً يمكنك تجربتها لجعل تجرِبة صيامه، ممتعة ومفيدة وتمُر بسلاسة خلال شهر رمضان ومن دون أيّ مشاكل صحية. علامات عدم تحمُّل الصيام عند الأطفال
تذمُّر الطفل أثناء السؤال عن الطعام علامةٌ على الجوع-
معظم الأطفال لم يعتادوا على الصيام، لذا يجب على الآباء التعرُّف إلى العلامات التي تشير إلى أن الطفل أصبح غيرَ قادر على تحمُّل الصيام. وتعَد العلامة الأكثر وضوحاً، هي سؤاله وتذمُّره على الطعام والشراب باستمرار، وزيادة شعوره بالقلق والانزعاج وصعوبة التركيز، وتعَد تلك أبرز العلامات على شعور طفلكِ بالجوع.
يجب على الوالدين اتخاذ قرار، سواء لتحويل انتباه الطفل، أو السماح له بالإفطار أيضاً. وعادة ما يحدد الآباء وقت صيام الطفل عند الساعة 12 ظهراً أو الصيام لمدة نصف يوم.
نصائح لتجنُّب شعور الأطفال بالعطش والجوع أثناء الصيام
على الرغم من صعوبة الأمر في كثير من الأحيان، إلا أن صيام الطفل التدريجي يجعله يعتاد عليه بمرور الوقت. وحتى لا يجوع طفلك بسهولة، ويبقى متحمساً للصيام، جرّبي هذه الحيل:
تناوُل السحور
إن إيقاظ طفلكِ للسحور، هي أول نصيحة للصيام، وهو أحد أصعب التحديات في تعليم طفلك الصيام. ولأنه لايزال يشعر بالنعاس؛ فإنه عادة ما يكون متردداً في الاستيقاظ وتناوُل الطعام. لذلك، قبل البدء بالصيام، يجب على الأم أن تشرح لطفلها أهمية تناوُل السحور قبل أذان الفجر؛ حتى لا يصاب بالجوع والضعف أثناء الصيام. ويجب تعليم الأطفال بلطف وصبر.
تناوُل الطعام المناسب
تناوُل الطعام المناسب؛ خاصة على مائدة السحور، سيمنح الطفل الطاقة أثناء صيامه ويلبي احتياجاته الغذائية. ويجب أن تحتوي مائدة طعام الطفل على البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، والأطعمة الغنية بالألياف، والأطعمة التي تحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) منخفضة؛ للمساعدة على إبقاء الأطفال ممتلئين أثناء الصيام. وهناك بعض أنواع الطعام التي من الأفضل تناوُلها عند الفجر، هي: البيض، البطاطس المخبوزة، الجبن، الأرز البني، وخبز القمح الكامل، التفاح، البطيخ، الموز، العنب، الجزر، والبرتقال.
عدم ممارسة الأنشطة البدنية
كأطفال، بالطبع يريدون مواصلة اللعب كالمعتاد حتى ولو كانوا صائمين، ويعَد هذا أمراً جيداً، لكن يجب إخبار طفلك الصغير بعدم القيام بأية أنشطة بدنية متعِبة؛ حتى لا يشعر بالجوع والعطش بسرعة. بل في المقابل، القيام بممارسة الأنشطة أو الألعاب التي لا تستهلك طاقته ولكنها لاتزال ممتعة، مثل: قراءة الكتب، والرسم، والتلوين، وصنع الحِرف اليدوية، والطبخ، وتجميع الروبوتات، وترتيب المكعبات وما إلى ذلك.
تشجيع الأطفال على الاسترخاء
دعي طفلك يأخذ قيلولة بين الساعة 12 ظهراً وحتى 3 عصراً-
يشعر الأطفال بالجوع والعطش بين الساعة 12 ظهراً وحتى 3 عصراً، وللتغلب على ذلك، دعي طفلك يأخذ قيلولة في ذلك الوقت. وقد يرفض بعض الأطفال أخذ القيلولة ويشعرون بالغضب عندما يُطلب منهم النوم.
للتغلب على ذلك، يمكنك دعوته للاسترخاء على الأريكة أو السرير وإخباره بشيءٍ مثير للاهتمام أو قصة؛ فقد يساعد ذلك طفلك الصغير على الشعور بالنعاس والرغبة في النوم.
إعداد الإفطار معاً
يحب الأطفال المشاركة في الأنشطة المهمة التي تحدث في الأسرة كتحضير طعام الإفطار؛ فيمكنك محاولة اصطحابه إلى المطبخ وتكليفه ببعض المهام الخفيفة. فعلى سبيل المثال، يمكنك الطلب منه صنع كرات اللحم، ولأن الأطفال يأخذون المهام الموكلة إليهم على محمل الجِد؛ فسينسى طفلك أنه جائع.
تجنُّب الأطعمة السكرية والجاهزة
يجب تجنُّب تقديم الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر للطفل؛ لأن هذا النوع من الطعام سيَزيد الرغبة في تناوُل الطعام، كما أن السكر يمكن أن يعطّل مستويات السكر الطبيعية في الدم في الجسم، وقد يتسبب ذلك في إصابة الطفل بالتقلبات المزاجية والرغبة الشديدة في تناوُل الطعام. لذا حاولي تقديم التمر والكعك والخبز كمصدر ممتاز للطاقة للطفل، وتجنُّب تقديم الأطعمة المصنّعة والوجبات السريعة؛ فعلى الرغم من أنها لذيذة؛ فهي تَزيد من شعور طفلك بالعطش، ويمكن أن تسبب الأطعمة المقلية أيضاً زيادة شعور طفلك بالتعب وزيادة الوزن غير الصحي.
كمية كافية من السوائل
يجب التأكُّد من أن الأطفال يشربون كمية كافية من السوائل يومياً؛ للحفاظ على رطوبة الجسم وخاصة الماء، وسوف يحافظ الماء على رطوبة جسم طفلك من الفجر حتى الغسق. ويجب تجنُّب تقديم المشروبات التي تحتوي على السكر، أو المشروبات المدرّة للبول مثل: الصودا والشاي الأسود والقهوة.
وبدلاً من تقديم مثل هذه المشروبات للطفل، يمكن تقديم التمر أو عصير الفاكهة الطازجة؛ للمساعدة على تجديد احتياطيات الجسم من السوائل بعد الصيام.