على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعية المغربية يوم السابع من أكتوبر القادم، تفاجأ حزب العدالة والتنمية ( الحاكم ) بهجرة العشرات من أعضائه إلى حزب الأصالة والمعاصرة الغريم التقليدي ” للمصباح ” والمرشح القوي لإزاحة هذا الأخير من على رأس الحكومة المغربية.
محمد راضي السلاوني، القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية الملتحق أخيرا بالأصالة والمعاصرة قال في ندوة صحفية صبيحة اليوم الجمعة أن الانضمام إلى الحزب الجديد ليس له أية علاقة بالرغبة في منصب معين، ذلك لأنه كان من المرشحين لتمثيل الحزب الإسلامي في الانتخابات القادمة واصفا منتقديه من حزب السابق ” بالعقول الصغيرة “.
السلاوني قال أنه رئيس مقاطعة وكاتب جهوي سابق للعدالة والتنمية بجهة فاس بولمان وأن الحديث عن البحث عن مقعد برلماني كان يمكن أن يتحقق إن بقي في حزبه السابق، مؤكدا أن خروجه من ” المصباح ” جاء لعدم رضاه عن المطبخ الداخلي لحزب رئيس الحكومة نظرا لدخول بعض ” الفيروسات ” وتدخلها في عدة أمور ما جعل العدالة والديمقراطية تغيب عن البيت الداخلي.
ونفى ذات المتحدث أن يكون قد ترك حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي للعدالة والتنمية قائلا أنه لازال حتى الساعة في التوحيد والإصلاح وأنه لم يستقيل ولم يطلب منه أحد ذلك كما أنه ليس من نيته، رغم اتهامه ” بالردة ” بعد ترك الحزب والذهاب إلى حزب ذو توجه مختلف تماما.
من جهته اعتبر عبد المالك المنصوري وهو طبيب جراح وقيادي سابق بحزب العدالة والتنمية ومنتخب بجهة مراكش إن الاتهامات التي يوجهها حزب رئيس الحكومة الحالية ليس لها أية أساس من الصحة مؤكدا أن الإلتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة جاء بعد تفكر وتأمل وقراءة للقانون الأساسي للحزب.
المنصوري أكد أن الملتحقين الجدد هم من قاموا بالتشبث بتنظيم ندوة صحفية لكشف حقيقة موقفهم والسبب وراء خطوتهم هذه بعيدا عن التأويلات من هنا وهناك.
وشكلت هذه الخطوة صدمة كبيرة للساحة السياسية خصوصا أنها جاءت على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات وهو أمر صعب على حزب العدالة والتنمية الراغب في المحافظة على سيطرته على الحكومة وتمديد فترة حكمه 5 سنوات إضافية، فيما اعتبر متابعون أن غرابة الأمر تتمثل في كون توجه الحزبين ليس له أية علاقة أو تقارب، فالعدالة والتنمية هو حزب إسلامي محافظ فيما الأصالة والمعاصرة هو حزب يساري يدعو إلى التحرر والحد من السلطة الدينية وحصر دور الدين في المساجد فقط لا غير.
من جهتهم خرج عدد من قياديي العدالة والتنمية للتشكيك في الرواية المذكورة من طرف ” موكب المهاجرين ” معتبرين أن النظام الديموقراطي الصارم داخل الحزب هو ما كان سبب في هذه الخطوة نظرا لعدم قدرة الراحلين على الالتزام بهذه الأمور، كما لم يستبعد عدد من قياديي العدالة والتنمية من خلال صفحاتهم على الفايس بوك أن يكون للجانب المادي حضورا قويا في إقناع بعض زملائهم بالقفز من مركب الحزب والالتحاق بالغريم.