في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية اعتبر رئيس النظام السوري أن الوضع في سوريا يجعله لا ينام في الليل “للتفكير في مآلات الشعب السوري، نافيا في نفس الوقت أن يكون قد استخدم الكيماوي بخان شيخون في إدلب، مؤكدا ان هذه الإتهامات مفبركة مائة بالمائة.
وقال الأسد حول إصدار أمور بضرب خان شيخون :” في الواقع، لم يقم أحد حتى هذه اللحظة بالتحقيق فيما حدث ذلك اليوم في خان شيخون. كما تعرف، فإن خان شيخون تحت سيطرة جبهة النصرة، وهي فرع من القاعدة. ومن ثم، فإن المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة. ليس لدى أحد أي معلومات أخرى. لا نعرف ما إذا كانت كل الصور أو الفيديوهات التي رأيناها صحيحة أو مفبركة؛ ولهذا طلبنا إجراء تحقيق فيما حدث في خان شيخون. هذا أولا”، مضيفا:” ثانيا، إن مصادر القاعدة قالت إن الهجوم حدث بين الساعة السادسة والسادسة والنصف صباحا، بينما وقع الهجوم السوري على المنطقة نفسها نحو الساعة 11.30 إلى 12 ظهرا. ومن ثم، فإنهم يتحدثون عن روايتين أو حدثين. لم يصدر أي أمر بشن أي هجوم، كما أننا لا نمتلك أي أسلحة كيماوية، حيث تخلينا عن ترسانتنا قبل بضع سنوات. وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فإننا ما كنّا لنستخدمها. ونحن لم نستخدم ترسانتنا الكيماوية أبدا في تاريخنا”.
وتابع الأسد حول أحداث ذلك اليوم :” المصدر الوحيد لهذه المعلومات هو القاعدة، وهو ما لا يمكن أن نأخذه على محمل الجدّ. لكن انطباعنا هو أن الغرب، والولايات المتحدة بشكل رئيسي، متواطئون مع الإرهابيين، وقاموا بفبركة كل هذه القصة؛ كي يكون لديهم ذريعة لشن هجومهم. لم تكن الضربة بسبب ما حدث في خان شيخون. نحن أمام حدث واحد، المرحلة الأولى فيه كانت المسرحية التي رأيناها على شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة، والحملة الدعائية، والمرحلة الثانية تمثلت في العدوان العسكري”، مؤكدا:” هذا ما حدث بحسب اعتقادنا؛ لأنه مرت بضعة أيام فقط، بل يومان، 48 ساعة، بين المسرحية والهجمات الأمريكية، دون إجراء أي تحقيقات، ودون وجود أي أدلة ملموسة على أي شيء. كل ما هنالك كان مزاعم وحملات دعائية، ومن ثم حدثت الضربة”.
وعن المسئول عن هذا الهجوم الكيماوي المزعوم، قال الأسد :” المزاعم في حد ذاتها صدرت عن القاعدة، عن جبهة النصرة، ومن ثم لسنا بحاجة للتحقيق فيمن يقف وراءها، هم أعلنوا ذلك، حيث إن المنطقة تحت سيطرتهم، وليس هناك من سواهم. أما فيما يتعلق بالهجوم، فكما قلت: ليس من الواضح ما إذا كان قد حدث أم لا؛ إذ كيف يمكن أن تتحقق من مقطع فيديو؟!”، مضيفا :” هناك الكثير من مقاطع الفيديو المزورة الآن، وهناك أدلة على أن تلك الفيديوهات كانت مزيفة، كفيديوهات الخوذ البيضاء على سبيل المثال. فهؤلاء أعضاء في القاعدة، بجبهة النصرة، حلقوا لحاهم واعتمروا قبعات بيضاء وظهروا بوصفهم أبطالا إنسانيين، وهذا غير صحيح”.
واستطرد بالقول :” هؤلاء الأشخاص أنفسهم كانوا يقتلون الجنود السوريين، والأدلة على ذلك موجودة على الإنترنت في كل الأحوال. الأمر نفسه ينطبق على ذلك الهجوم الكيماوي، فنحن لا نعرف ما إذا كان أولئك الأطفال القتلى قُتلوا في خان شيخون، بل إننا لا نعرف ما إذا كانوا أمواتا في الأساس. وإذا كان هناك هجوم، فمن الذي قام به؟ وما المواد المستخدمة فيه؟ ليس هناك أي معلومات على الإطلاق، لا شيء أبدا، ولم يحقق أحد في ذلك”، مؤكدا :” بالنسبة لنا الأمر مفبرك مئة في المئة. نحن لا نمتلك ترسانة كيماوية، وحتى لو امتلكناها، فإننا لن نستخدمها. هناك العديد من المؤشرات، وإن لم يكن هناك دليل؛ لأنه لا أحد يمتلك معلومات أو أدلة ملموسة”.