كشف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية السابق عن مجموعة من الأمور التي عرفتها الفترة التي كان يقوم في صددها بإنشاء الحكومة المغربية، حيث أنه واصل توجيه الرسائل إلى جميع الفاعلين في الحق السياسي، وذلك سواء تعلق الأمر بمحيط الملك أو في قيادة الحزب.
بنكيران وفي كلمة ألقاها في تجمع حسبي، وقام بنشرها الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، قال بأنه يطالب قواعده بعدم فقدان الأمل، حتى يتسنى له النضال حتى آخر نفس متعهدا بالمواصلة.
وقال بنكيران أن إثنين من مستشاري الملك جاؤوا إليه من أجل التحقيق معه في بعد شكاية من المعارضة قالت بأنه يحاول تجاوز صلاحياته الدستورية ويحاول الإتجار بالدعم الملكي بتعيينه رئيسا للحكومة.
وقال بنكيران : “اثنين من مستشاري الملك جاأ إليه ودققا معه بشأن كلام قالت المعارضة إنه مناف للدستور واستقواء بالمؤسسة الملكية”، مضيفا :” “تذكرون يوم ذهبت أربعة أحزاب سياسية إلى الديوان الملكي، تشتكي من ابن كيران، عليكم أن تعرفوا ما السبب. ولماذا ذهبوا إلى الديوان الملكي للشكوى مني؟ قدمت للمستشارين شريط الفيديو حول كلامي وأخذوا ذلك، لكنهم لم يسألوه بعدها عن الموضوع بعد أن تأكدوا أن مزاعم أحزاب المعارضة الأربعة غير صحيحة”.
وتابع بنكيران :” مستشاري الملك لم يعودوا إلي ولم يسألوني بعدها لما سمعوا ما كان يقول الآخرون (زعماء المعارضة)، فأنا كنت أدفع عنكم وعن المغاربة، فرغم شكاوى المعارضة إلا أن المغاربة وثقوا في العدالة والتنمية ومنحوه أصواتهم وعاقبوا الآخرين”.
وأكد بنكيران بأن الحزب تقبل إعفاءه بشكل عادي من تشكيل الحكومة، إنا أن أشياء قاسية وصعبة حدثت، معتبرا أن تلك الظروف الصعبة لن تقوم أبدا بقصم ظهر الحزب.
وقال بنكيران :” حتى تاريخ إعفائي من مهمة تشكيل الحكومة، كانت الأمور عادية داخل الحزب، بعد الإعفاء حدثت أمور لن نتحدث عنها الآن ولكن في المستقبل، ترتيب الأولويات والقناعات داخل العدالة والتنمية هو خدمة الوطن حتى تصعد البلاد، وإذا جاء منها نفع معقول مرحبا، وإذا تعارضا نقدم الأولى على الثانية، المصلحة العامة على الخاصة”، مفيدا :” ما جرى داخل الحزب صعب جدا جدا وقاس جدا لأنه وقع داخل الحزب”.
وتابع بنكيران :” ليس من المصلحة الآن في البحث عن تفاصيل ما وقع، فوقت التقييم والمحاسبة سيأتي من أجل معرفة مسؤولية كل واحد، وذلك في إطار من الطمأنينة ضمن مؤسسات الحزب”، مشددا :” أنا مستمر معكم وسنواصل النضال والأيام بيننا”.
وحول المرحلة الحالية، قال رئيس الحكومة السابق :” كنت أتخيل أني سأرتاح لكن وجدت أن الظروف لا تسمح لي بالجلوس لأنني وجدت نفسي مقيدا بوعود وعهود قطعتها على نفسي وللمواطنين”، وقال: “أنا قطعت العهود للناس لكي أستمر معهم حتى النهاية فكيف نتخلى عنهم اليوم؟”، مضيفا :” لا أريد أن تعولوا علي وحدي، أنا واحد منكم، قد أكون أمينا عاما، وقد أكون عضوا، أنا الموقع الذي سأكون فيه سأستمر في القيام بواجبي فيه قدر المستطاع في إطار محبة هذه البلاد ودينها ووطنها وملكها وملكيتها ومؤسساتها. هذا هو الواقع الحقيقي الذي يزعج الكثير من الناس”.
وتابع ابن كيران :” لن نقوم بالثورة ولن نشارك فيها، حتى وإن عادت لن ندخل فيها لأننا ضد الفوضى في بلادنا، ولن نذهب إلى بيوتنا ونحاول حل مشاكلنا الشخصية ونعيش وننتقد لأن هذه حياتنا مجتمعين”.