في تطور غير محمود تشهد بلادنا المنكوبة تصاعداً في العزلة الدبلوماسية وذلك نتيجة لمواقفها المتشنجة تجاه الدول الغربية وخاصة فرنسا وإسبانيا على خلفية قضية الصحراء الغربية وقد زادت هذه العزلة بعد سلسلة من التصعيدات السياسية بما في ذلك استدعاء للسفير الفرنسي احتجاجاً على معاملة مواطنينا في مطارات باريس وهو ما اعتبره البعض تعبيراً عن تدهور العلاقات بيننا وبين الدول الأوروبية يتزامن ذلك مع إدانة بلدنا من قبل البرلمان الأوروبي بشأن التضييق على حرية الرأي العام والتعبير واعتقال المعارض صلصال بوعلام بلا محاكمة قانونية وهو ما فاقم التوترات الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي وزاد من عزلتنا الدولية.
في هذا السياق يرى الخبراء الدوليين أن السياسة الخارجية لنظام العصابة تفتقر إلى التوازن ما يؤدي إلى اتخاذ مواقف متشنجة قد تضر بالمصالح الدولية لبلدنا الهش ويشير أحمد نور الدين خبير العلاقات الدولية إلى أن الجزائر تكافح في مواجهة تحدياتها السياسية عبر التصعيد غير المدروس ما يعكس التخبط في السياسة الخارجية التي أدت إلى عزلتنا المتزايدة وعداوتنا مع جميع الأطراف كما أضاف أن بلادنا لم تحترم القوانين الدولية خاصة في ما يتعلق بحريات الأفراد وحقوق المعتقلين مما يعمق أزمتنا الدبلوماسية على الصعيد الدولي من جانبه اعتبر عبد الفتاح فاتيحي خبير آخر في العلاقات الدولية أن حكام قصر المرادية يختارون التصعيد كوسيلة لتحقيق مكاسب جيوسياسية لكنه أكد أن هذا النهج يعزز عزلة البلاد ويزيد من سمعتها السلبية دولياً وأوضح أن بلادنا من خلال موقفها العدائي تجاه الدول الأوروبية والإفريقية تضعنا مباشرة في مواجهة مع الرأي العام العالمي ما يشير إلى فشل سياستنا الخارجية التي لا تسعى إلى الحوار أو التفاوض لحل الخلافات.