قامت صحيفة دير شبيغل الألمانية بنشر تقرير عن المصور الصحفي محمود أبو زيد المعروف بلقب “شوكان” المحبوس حاليا في سجن طرة في ظروف غير إنسانية، حيث قالت أن المصور الذي يعيش في ظروف غير إنسانية جاء لهذه الأوضاع فقط لأنه أصدر على تأدية واجبه كمصور صحفي.
وقالت الصحيفة الألمانية في تقريرها :” أبا زيد، الملقب “بشوكان”، يقبع في سجن طرة منذ أربع سنوات في حالة إيقاف، فضلا عن أنه قد يتم إعدامه في أي وقت. وقد ألقي القبض عليه على خلفية تغطيته لفض اعتصام رابعة العدوية سنة 2013″، مضيفة :” رجال الأمن اعتقلوه بتاريخ 14 أغسطس سنة 2013، وصادروا الكاميرا، إلى جانب الصور التي التقطها أثناء عملية فض الاعتصام. ومن الملفت للنظر أن هذا المصور الصحفي لم يحاكم بسبب نقله وتوثيقه لأحداث فض الاعتصام، بل حوكم بتهمة الانتماء إلى منظمة الإخوان المسلمين”.
ونقلت الصحيفة الألمانية تصريحا لشقيق محمود وهو محمد أبي زيد الذي قال :” “محاكمة أخي كانت ذات طابع سياسي، حيث لم تستند المحكمة إلى أي أدلة. إن النظام المصري يوجه القضاء حسب أهوائه”، مضيفة :” شوكان يقتسم الزنزانة رفقة 16 سجينا سياسيا، علما أنهم مجبرون على البقاء داخل حيطان هذه الزنزانة الضيقة على مدار الساعة. في المقابل، يسمح لهم بالخروج من الزنزانة كل يومين أو ثلاثة أيام لمدة ساعة واحدة؛ وذلك بهدف ممارسة بعض التمارين الرياضية”.
وقال محمد عن الأوضاع التي يعيشها أخوه :” بالنسبة لأخي، يعدّ السجن شكلا من أشكال التعذيب؛ نظرا لأنه سجين دون تهمة واضحة”. وتابع محمد قائلا: “في العديد من المناسبات، أكد محمود أنه لا يتقاسم الزنزانة مع أنصار الإخوان المسلمين فقط، بل يوجد من بين السجناء أيضا أشخاص لا ينتمون لهذه الحركة”.
كما أشارت الصحيفة أن محمود يمكنه أن يستقبل زوارا مرة واحدة في الأسبوع حيث قالت :” على الرغم من أن أخي يطلب دائما السماح له بمطالعة بعض الجرائد أو الكتب، إلا أن إدارة السجن لم تستجب لرغبته؛ نظرا لأنه ممنوع من القيام بذلك”. ومن جانب آخر، أورد محمد أبو زيد أن “محمودا يعاني من التهاب الكبد وفقر الدم. والأسوأ من ذلك، يعاني أخي من بعض الأمراض النفسية”، مضيفة :” فترة السجن الطويلة أصابت هذا المصور الصحفي بالوهن. وعلى الرغم من أن القاضي وعد بإطلاق سراحه في أسرع وقت، إلا أن كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح. وفي هذا الإطار، أفاد محمد أبو زيد: “لقد فقدنا الأمل بشأن قضية أخي، فقد تستمر محاكمته لمدة أربع أو خمس سنوات أخرى”.
وأكدت الصحيفة :” عدد من المنظمات الحقوقية، على غرار منظمة العفو الدولية ومراسلون بلا حدود، نظموا حملات تدعو إلى إطلاق سراح محمود، لكن دون جدوى. عموما، قام قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، منذ سنة 2013، باعتقال حوالي 60 ألف مصري، من بينهم أنصار الإخوان المسلمين ونقابيون، فضلا عن نشطاء حقوقيين وصحفيين. علاوة على ذلك، يمارس النظام المصري ضغوطا كبيرة على المنظمات غير الحكومية التي تطالب بتكريس الديمقراطية في مصر”.