اعتبرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية في تقرير لها بأن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، لا يضع ضمن أولوياته مسألة حقوق الإنسان والإنتهاكات ضد الأقليات، وهو ما يعاكس السياسة التي كانت تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية منذ القدم، سواء كان المستقر في البيت الأبيض قادما من الديموقراطيين أو من الجمهوريين.
وقال التقرير :” مع وصول الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فلوريدا؛ للاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة تستمر يومين، فإن موضوع حقوق الإنسان، الذي كان يعد من أهم القضايا الحساسة، اختفى من أجندة الإدارة الأمريكية”، معلقا بالقول :” الرئيس الصيني أشرف على حملة قمع ضد المعارضة الصينية والأقليات، التي وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها الأقسى، مشيرة إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض يقولون إنهم يخططون لطرح موضوع حقوق الإنسان في نقاشاتهم الخاصة مع جين بينغ، إلا أن الموضوع ليس على أولوية النقاشات”.
وتابع التقرير :” نظرا للشعار الذي يرفعه ترامب “أمريكا أولا”، فإنه عبر هو ووزير خارجيته ريكس تيلرسون عن نظرة تعاقدية للعلاقات الخارجية، حتى لو عنى هذا التعامل تبني أنظمة ديكتاتورية متهمة بانتهاكات خطيرة والقيام بحملات قمع شرسة”، مؤكدا :” التحول هو عودة للسياسة الواقعية التي طبعت فترة الحرب الباردة، عندما دعم الرؤساء الأمريكيون أنظمة ديكتاتورية في التشيلي والفلبين وجنوب أفريقيا طالما عارضت النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي”.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه :” في ظل إدارة ترامب، فإن توجه السياسة الخارجية قائم على مقياس فيما إن كان القادة يدعمون حربه ضد تنظيم الدولة أم لا، حيث أنه نظم في يوم الاثنين الماضي استقبالا دافئا للديكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يخوض حربا ضد التمرد الجهادي في سيناء، وكان السيسي جنرالا في الجيش المصري وقائدا له قبل أن يسيطر على السلطة، ورفضت إدارة أوباما دعوته إلى البيت الأبيض بسبب سجن معارضيه وقتلهم، والتضييق على حرية التعبير، بالإضافة إلى اجتماع تيلرسون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ضيق على الحريات بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة”، مضيفة :” ترامب انتظر تسع ساعات قبل أن ينضم لجوقة الشجب الدولية على الهجوم الأخير على خان شيخون، حيث اتهم النظام السوري بأنه (تجاوز الكثير من الخطوط وأبعد من الخطوط الحمراء)، وقامت الإدارة برفع شرط حقوق الإنسان المتعلق بصفقات الأسلحة، وسمح للبحرين بشراء طائرات (أف16)، وتم العمل على المساعدة في تمرير صفقة للسعودية لشراء صواريخ دقيقة”.
وحول حضور القضية في السنوات السابقة، قالت كاتبة التقرير :” مسألة حقوق الإنسان ظلت متأرجحة في الإدارات الأمريكية، حيث مالت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى دعم الأنظمة الديكتاتورية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وكان جيمي كارتر أول رئيس أمريكي يعلن في عام 1977 عن مسألة حقوق الإنسان كجزء من السياسة الخارجية، لكنه لم يخدم سوى ولاية واحدة، وقام خليفته رونالد ريغان بتطهير الإدارة من الدبلوماسيين الذين دعموا سياسات كارتر، وبعد نهاية الاتحاد السوفييتي عام 1991 عاد الرؤساء الأمريكيون لتأكيد موضوع حقوق الإنسان، من جورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن إلى باراك أوباما”.