لقد قام الحراك المبارك في 22 من فبراير 2019 ضدّ الظلم والاستبداد والفقر والحرمان المتمثل في قيادة ذلك الظالم الرئيس المخلوع بوتفليقة وحزبه الحاكم وأذرعه الفاسدة حيث نجح المتظاهرين بعد عقود من الاضطهاد والقهر أن يخلعوا إلههم القصير فبعد تنحّي بوتفليقة وزوال نظامه الفاسد (ظاهراً) أشرقتْ شمس الحرية على الجزائر وعَلتْ أصوات التكبير تصاحبها زغردة الحرائر ونهنهة الفرح الذي يرافقه البكاء في جميع أرجاء الجزائر العزيزة.
لم تطل تلك الفرحة الفريدة أكثر من شهور أو أقلّ فقد استطاعت أجهزة الخيانة التابعة لروسيا وفرنسا على تدبير مكيدة تقلب أفراح الجزائر إلى أتراح وآمالهم إلى آلام فقد سَمّنتْ عقرباً خبيثاً وجَوّعته ثمّ أطلقت له العنان في الداخل بينما هي تدعم موقفه من الخارج فقد أمرتْ المدعو الجنرال شنقريحة بأن ينقلب على ولي نعمته الجنرال القايد صالح فخرج ذلك العقرب الجائع من قمقمه وإبرته تقطر بالسمّ قائلاً: أنا هنا أنا الخائن الأكبر أنا تلك الإدارة الحقيقية الخفية لإدارة بوتفليقة لقد أسقطتم الصورة فقط أمّا الأصل فمازال قائماً نعم لقد لدغت العقرب اليد التي مُدّت إليها فخانتها فقد أخذ شنقريحة مكان صاحب تلك اليد الفضلى عليه فعزله بالقوة وقتله ولم يقتل قايد صالح فقط بل قتل الحريّة معه وقتل العدالة والكرامة والأمان والوفاء والفضيلة لقد استطاع ذلك العقرب أن يقضي على أحلام شعب كاد أن يصل إلى مبتغاه لولا لدغته اللئيمة التي حولتْ آمال شعب الجزائر إلى سراب وبلادهم إلى خراب وحياتهم إلى جحيم لقد خان الجنرال شنقريحة سيده بانقلابه الظالم فسلب الحكم والسيادة بقوة خيانته وعسكره وأموال داعميه لم يكن شنقريحة رجلاً وطنياً نزيهاً على الإطلاق وهذا بإقرار القريب والبعيد والصاحب والعدو فقد حوّل البلاد إلى سجن كبير للأحرار فقتل الكلمة والرأي وصادر الحقوق وأعدم الجنود الاحرار ولاحق كل من قال له: لا وأحال الجزائر إلى أسوء بلد من حيث المعيشة والأمان وأطلق يد الفساد فيها وتعامل مع أعداء الأمة الصهاينة والروس والفرس المجوس والفرنسيين فقدم لهم الجزائر على طبق من ذهب مباحة لهم بالإضافة إلى ذلك أنّه وقّع صكّ البراءة للمجرمين الذين اعتقلهم القايد صالح وعلى رئسهم الخائن والسفاح المجرم الجنرال توفيق فماذا بقي من حراك 2019 ؟!….الحقيقة أنّ الجنرال شنقريحة هو الوجه الآخر لبوتفليقة بل كثير من الجزائريين ترحموا على بوتفليقة وأيامه فبوتفليقة رجل ظالم وفاسد لكنّه لم يكن غبياً أمّا شنقريحة بالنسبة لبوتفليقة فهو رجل من أحمق وأخون ما أخرج التاريخ من حكّام فالشعب لا يحبه واقتصاد الجزائر بالويل والحالة الاجتماعية في أسفل دركات الحضيض والسياسية الخارجية صفر إلا مع تلك الدول التي تأخذ أموال الشعب الجزائري وقضيّة فلسطين باعها وعلاقته بالحكّام الطغاة المجرمين عال العال والشعب الجزائري المظلوم أضحى في حالة اقتصادية يُرثى لها والحقوق الإنسانية في البلاد معدومة ونادرة ومحرمة فماذا ربح الشعب الجزائري من حراك 2019؟ بعد كلّ ما ذكرنا من مُوبقات نظام الجنرال شنقريحة البائس الفاسد وكلّ هذه السنوات التي مضتْ والشعب يختبره أو يتغافل عنه فهل يَهون على أبطال الجيش الحر الجزائري الكرام الذين قاموا على المجرم بوتفليقة وأسقطوه (علماً أنّ بوتفليقة يُعدّ نقطة في بحر شنقريحة الخائن) أن يسكتوا ويستكينوا ويخضعوا لهذا المجرم الذي يعجز التاريخ أن يذكر له منقبة واحدة فعلها لأجل الجزائر أو حسنة واحدة قام بها لشعب الجزائري أو إيجابية واحد سعى بها لرفعة اسم الجزائر؟! أما آن لأحرار الجيش الجزائري الحر الذين قالوا للظلم: لا أن يعيدوا الكَرّة مرة أخرى ويوقفوا الظالم عند حدّه؟! أم أنّهم ينتظرون حتى تسوء حال البلاد أكثر مما هي عليه الآن بفضل نظام المجرم الجنرال شنقريحة .