اعتبر الكثير من المتابعون أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دعم شبه مباشر للرئيس السوري بشار الأسد، ما هو سوى استمرار للموقف الأمريكي الذي كان بدأ مع باراك أوباما وذلك بإلغاء الضربات الجوية ضد نظام بشار الأسد.
الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن الوحيدة التي تراجعت في هذا الأمر بل سبقتها العديد من الدول من قبيل فرنسا وبريطانيا وأوروبا بشكل كامل يمكن القول، وذلك بعد أن لم يدرج رحيل الأسد كشرط أساسي للحل في سوريا، واستبدل بأن الأسد ونظامه ليس سريا في توفيق بروكسيل 2015.
القرار الأمريكي جاء واضحا على لسان نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، والذي قالت بأن سياسة بلادها في سوريا أصبحت بعيدة عن مسألة إزاحة الرئيس بشار الأسد، على حد وصفها.
وتابعت هيلي في تصريح صحفي لها :” أولويتنا هي كيفية إنجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا”… “لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة” وذلك إشارة إلى موقف باراك أوباما.
في نفس السياق، أكد ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية الذي قال بأن مصير الأسد سيحدده الشعب السوري على المدى الطويل، في الوقت الذي قال فيه أندريه أونتيكوف، الخبير الروسي بشؤون الشرق الأوسط بأن الموقف الأمريكي تغير بشكل جذري وذلك من أجل تسريع الحل السياسي السلمي للأزمة في سوريا.
وقال أونتيكوف في تصريحات صحفية :” كلمة السر في تغير الموقف الأمريكي هي “إيران”، التي تراها الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب، العدو الأول والخطر الحقيقي”، مضيفا :” تغير في أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، ورغبتها في الحشد ضد إيران، إلى جانب “المعركة على الإرهاب” التي تهتم بها الولايات المتحدة أكثر من رئيس النظام السوري”.
وتابع ذات المتحدث :” أستبعد بقوة تغير المعارضة السورية أو السياسية و موقفها من الأسد بعد تغير الموقف الأمريكي، إلا أن الداعمين الإقليمين لن يغيروا موقفهم منه أيضا”، مؤكدا :” المعارضة ردت مباشرة بعد إعلان الموقف الأمريكي، على لسان “منذر ماخوس” أحد المتحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية للصحافيين في جنيف: “لا يمكن أن تقبل المعارضة بأي دور لبشار الأسد في أي مرحلة من المراحل المقبلة وليس هناك أي تغيير في موقفنا”.
أما المحلل السياسي محمد النعيمي فقال :” ضعف تمثيل المعارضة هو السبب الأكبر في تغير المواقف الدولية من الأسد، بدأ بالموقف الفرنسي، والبريطاني، والأمريكي أخيرا، مشددا على أن هنالك فجوة كبيرة بن الثوار على الأرض، والقوى السياسية المعارضة”، مضيفا :” ظهور الفصائل “الإسلامية” في سوريا أسهم أيضا في التدخل الغربي في مجريات الثورة، سوريا أضحت أرض معركة بين المعسكر الروسي الإيراني، والمعسكر الغربي، وكلا المعسكرين لا يلقيان بالا للنظام ولا رأسه”.