تشهد الأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية حركية دؤوبة تحسبا لانطلاق الحملة الانتخابية المقررة يوم 9 أبريل المقبل.
ولهذا الغرض تعكف مختلف التشكيلات السياسية على إعداد استراتيجياتها بأدق التفاصيل لخوض غمار الحملة الانتخابية في محاولة منها لاستقطاب الناخبين.
ففي حزب جبهة التحرير الوطني تعقد مختلف اللجان اجتماعات متواصلة ينتظر أن تفضي إلى الاتفاق على “البرنامج الوطني” الذي سيتم توزيعه على مختلف ولايات الوطن، حسب ما أكده لوكالة الأنباء الجزائرية، القيادي في الحزب أحمد بومهدي.
و من جانبه، يستعد التجمع الوطني الديمقراطي لانطلاق الحملة الانتخابية التي سيشرع فيها من إحدى ولايات الشرق الجزائري وسيتم خلالها “الابتعاد عن الشعارات والتركيز على الصراحة واللغة المباشرة” ، حسب المكلف بالإعلام بالتجمع صديق شهاب.
و في ذات الإطار، اعتمد تحالف “حمس” الذي يضم حركة مجتمع السلم وحركة التغيير برنامجا موحدا أعدته الهيئة الوطنية الانتخابية المشتركة تحت شعار “معا لجزائر النماء والهناء” وسيكون الافتتاح أو التجمع الختامي للحملة مشتركا بين رئيسي الحزبين مثلما أوضحه المكلف بالإعلام لدى التحالف عبد الله بن عجيمية.
و بدوره، سيحدد حزب العمال شعار الحزب والولاية التي ستنطلق منها حملته الانتخابية خلال هذا الأسبوع، في الوقت الذي قررت الجبهة الوطنية الجزائرية مباشرة حملتها من ولاية عين الدفلى للترويج لبرنامج الحزب الذي سيحمل شعار “التغيير والدفاع عن العدالة الاجتماعية”.
كما اتفقت أغلب الأحزاب المشاركة في التشريعيات القادمة على أهمية اقتحام الفضاءات الالكترونية لإيصال صوتها لدى شريحة كبيرة من المواطنين، معتبرة أن استعمال مواقع التواصل الاجتماعي أصبح ضرورة تقتضيها التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة.
وفي هذا الصدد، يحضر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني لعقد اجتماع يسطر فيه استراتيجية التواصل التي سيعتمدها خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 مايو المقبل، حيث أكد القيادي في الحزب زحالي عبد لقادر أنه سيتم اعتماد “برنامج وطني موحد” كان الأمين العام للحزب جمال ولد عباس قد أشار إلى خطوطه العريضة في اجتماعاته الأخيرة مع مرشحي الحزب، و أوضح في ذات السياق أن قيادة الحزب منحت استعمال “كل الوسائل المتاحة للتقرب من المواطنين”.
ولنفس الغرض، أكد المكلف بالإعلام لدى التجمع الوطني الديمقراطي أن حزبه سيكون له “حضور متميز” على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبرنامجه دون إغفال –مثلما قال– “أهمية العمل الجواري الذي يعد وسيلة أثبتت نجاعتها”.
و من جانبه، يعتبر تحالف حركة مجتمع السلم أن مواقع التواصل الاجتماعي من “أهم الفضاءات السياسية التي يمكن من خلالها التواصل مع الملايين من المواطنين”، حسب السيد عبد الله بن عجيمية الذي شدد على أهمية إستعمال هذا الفضاء من خلال الموقع الرسمي للحزب.
ولم ينف القيادي أهمية العمل الجواري الذي ستكون له “حصة كبيرة” في استراتيجية التحالف الاتصالية خلال الحملة الانتخابية لأنه –كما قال– “يتيح عملية الاتصال المباشر والتعرف على انشغالات المواطنين وفتح النقاش بشأنها”.
وبالمقابل، تفضل بعض الأحزاب تثبيت تواجدها الميداني على حساب الفضاء الافتراضي على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد بمثابة “إضافة في الحملة الانتخابية والعمل الجواري يتيح التواصل مع كل شرائح المجتمع”.