أثارت النتائج “التاريخية” في الانتخابات البريطانية عدداً من التساؤلات لعل أبرزها: لماذا اتجه البريطانيون يساراً بينما بدا اليمين المتطرف هو الوجهة في عدد من الدول الأوروبية الأخرى؟
“الطوفان اليميني” الذي بدا كأنه يجتاح أوروبا كان يغطي تطورات أخرى مهمة وتثير تساؤلات آخرها ما ظهر من “طوفان” معاكس شهدته بريطانيا بصعود اليسار وإن كان ذلك التحول لم يقتصر عليها إذ إنه وتزامناً مع فيض الأخبار المتعلقة باليمين المتطرف في أوروبا كانت الدول الإسكندنافية تمضي في اتجاه آخر ويسجل اليمين فيها تراجعاً أمام اليسار فما الذي يجعل اليمين ينتصر في دول مثل فرنسا وألمانيا والنمسا بينما يسجل خسائر في دول مثل المملكة المتحدة ودول الشمال الأوروبي كالدنمارك والسويد وفنلندا؟ بدأت ملامح “المشهد المضطرب” تظهر منذ النتائج التي أسفرت عنها انتخابات البرلمان الأوربي وأظهرت تقدماً واضحاً لليمين المتطرف وخاصة في فرنسا وإيطاليا وألمانيا.