صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، لجريدة المدينة السعودية، أن المجتمع الجزائري يشهد بعض الصراعات، بين تيارات فكرية ومذهبية مختلفة، و شدد على أن المرجعية الدينية الوطنية، هي صمام الأمان، ضد محاولات التفكيك، التي تجريها هذه التيارات داخل المجتمع، واعتبر أن الجزائر صارت محصنة ضد الفكر المتطرف، بعد الذي عانته خلال تسعينيات القرن الماضي.
ودافع عيسى عن دور السعودية في العالم الإسلامي خاصة ما اعتبره نشرا للفكر الوسطي، وذكر أن المملكة تعمل جاهدة ليل نهار؛ من أجل ترسيخ أهمية العودة إلى الفكر الوسطي، المعتدل، في العقول الإسلامية بمختلف دول العالم، مؤكدًا قدرتها على ذلك لوجودها، ومساهمتها في كل المحافل الدولية، المعنية بمواجهة الإرهاب في العالم. وأضاف أنه خلال زيارته الأخيرة، ناقش مع مسؤولي المملكة، سبل مواجهة الفكر الضال، وفي القلب منه الطائفية، والنعرات العنصرية، التي يتم تصديرها إلينا من جهات خارجية. وقال كذلك، إن المملكة استطاعت بحنكة، وقدرة سريعة على التحرك، أن تفسد دور داعش في المنطقة، وأن تحوله إلى كيان محلي، لا يتخطى تأثيره القوي حدود سوريا، والعراق، بما يعني أنه تحول إلى مشكلة محلية، ناجمة عن فراغ أمني، سرعان ما تزول، فور استعادة الدول لعافيتها، وأشار إلى فشل المخطط الذي كان يهدف إلى صناعة مراكز قوى لداعش في دول المنطقة.
ولفت الوزير النظر إلى أن المنطقة العربية، تعاني حاليا من أزمات، كبيرة خلفتها تحديات مضنية، بدأت تظهر مع ثورات الربيع العربي، وأهمها حاليا، هو سقوط عدد من دول المنطقة في براثن التوتر السياسي، والأمني، وهو ما جعل الضوء يخفت عن القضية العربية الأساسية، وهي احتلال فلسطين، وتجري هذه التطورات في ظل خطط لقوى أجنبية، لإيجاد بدائل تضمن استمرار الصراع مشتعلا في المجتمعات العربية.
وفي رأي عيسى، فإن معظم المسلمين خارج بلدانهم الأصلية، يشعرون دائما بأنهم متهمون، وإرهابيون، وفي حاجة دائمة إلى الدفاع عن أنفسهم، محملًا مسؤولية ذلك للنخبة الفكرية، التي اختارت أن تبتعد عن المشهد، كعقول مثقفة عالمية التأثير، وقال: “أعتقد أن هذه النخب قادرة على التغيير، ومنذ أن أصبحت غير فاعلة، تركت الساحة للمغرضين، ليستأثروا بعقول الشباب، ويستقطبوهم، نحو أفكار ضالة، وخطيرة، حولت الكثير منهم إلى قنابل في انتظار لحظة الانفجار”.