تعود قضية مقتل الطفلة نهال إلى الواجهة، و الأسئلة مازالت عالقة في غياب الوصول إلى الحقيقة التي مازالت غائبة و الغموض مازال يلف هذه القضية في غياب مستجدات يمكن أن تبعث الأمل و الإطمئنان في قلوب أهل نهال، التي مازالت مكسورة و تعيش تحت وقع الصدمة، و التي لن يشفي غليلها إلا توقيف القتلة و الاقتصاص منهم.
و على هامش تنشيط قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بتيزي وزو، المقدم محمودية إيدير، لندوة صحفية أمس الإثنين بمقر المجموعة، أكد أن ملف قضية مقتل الطفلة نهال لم يغلق ولا يزال التحقيق جاريا فيها إلى غاية فك لغز هذه القضية التي شغلت الرأي العام، معتبرا أن هذه القضية معقدة بسبب غياب الأدلة المادية والعلمية التي تسمح بالوصول إلى الفاعل أو الفاعلين.
و قد عاد المقدم “محمودية إيدير”، إلى وقائع قضية نهال التي تعود حيثياتها إلى تاريخ 21 جويلية 2016 حين تفاجأ أهل الطفلة باختفائها بعد لحظات فقط من وصولهم إلى قرية آيت علي ببلدية آيت تودر، قادمين من مدينة وهران لحضور زفاف أحد أقارب العائلة، لتبدأ رحلة البحث عنها لعدة أيام وعلى مسافات طويلة سخرت خلالها السلطات والمسؤولين كل الوسائل المادية والبشرية، على أمل العثور عليها حية وإرجاعها إلى أهلها، ولكن الحقيقة كانت مخالفة لكل التوقعات حيث اصطدم الجميع بالعثور على ملابس الطفلة وبعض الأشلاء التي تبين بعد إجراء التحاليل أنها راجعة إلى الطفلة نهال، ليأتي هذا الإعلان الصادم وينهي بشكل مأساوي قصة الطفلة نهال، التي اعتبرها المتحدث من أكثر القضايا غموضا وإثارة للحيرة، في إشارة منه إلى عدم العثور على أي دليل مادي إلى حد الساعة، بالرغم من الاستماع إلى أكثر من 100 مشتبه فيه، ولكن انعدام علاقة الاتصال بين الضحية والمشتبه فيهم عقد من أمور التحقيق الذي لا يزال جاريا، وقد تم إسناده إلى فوج خاص من المحققين على مستوى فصيلة الأبحاث للدرك بتيزي وزو، الذين يتابعون كل المستجدات في هذه القضية التي تم امتداد الاختصاص فيها إلى ولايات أخرى، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن لا يمكن اعتبار القضية اختطافا أو قتلا إلى غاية نهاية التحقيق فيها وكشف الظروف والحقيقة الكاملة لهذه النهاية المأساوية لحياة طفلة بريئة.
لتبقى قضية الطفلة نهال لغز محير في تاريخ اختطاف و قتل الأطفال، في غياب خيوط تفك خيوط هذه القضية التي أثارت الكثير من المداد و الكثير من الكلام، لكن الحقيقة بقيت معلقة إلى اليوم في غياب الوصول إلى قتلة نهال للإقتصاص منهم، و إعادة الاعتبار ليس فقط لأسرة الطفلة نهال، و لكن رد الاعتبار لطفولتنا بأكملها.