القشعريرة هي إحساس مفاجئ، واستجابة لا إرادية لحدث أو موقف ما. قد يعاني منها جميع الأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس، ولا يمكن السيطرة عليها بشكل واعٍ.
هل سبق لكِ أن شعرتِ بهذا الإحساس المفاجئ في بشرتكِ عندما تكونين متحمسة أو خائفة أو متأثرة بعمق؟ إليكِ سبب القشعريرة المفاجئة في علم النفس.
كيف تظهر القشعريرة؟
القشعريرة المفاجئة
تظهر القشعريرة عندما تنقبض العضلات الناقصة للشعر؛ ما يؤدي إلى وقوف الشعر.
في مناطق الجسم التي لا يوجد بها الكثير من الشعر أو التي تحتوي على شعر خفيف فقط، قد يلاحظ الشخص فقط بصيلات الشعر ظاهرة، وليس الشعر نفسه.
يلاحظ الكثير من الناس قشعريرة عندما يشعرون بالبرد. وقد تظهر أيضاً عندما يفكر شخص ما في الشعور بالبرد، كما تلعب القشعريرة دوراً أساسياً في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته.
يُصاب بعض الأشخاص أيضاً بالقشعريرة عندما يُصابون بمرض أو حمى. كما تتسبب بعض التجارب العاطفية الشديدة في إطلاق الجسم لبعض المواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب القشعريرة.
فسيولوجيا القشعريرة
هكذا تبدو القشعريرة المفاجئة
تتضمن فسيولوجيا القشعريرة تفاعلاً معقداً بين الجهاز العصبي اللاإرادي والجلد والدماغ. عندما نواجه مشاعر أو تحفيزات شديدة، مثل الخوف أو الإثارة أو الرهبة، يتم تنشيط اللوزة الدماغية في دماغنا، حيث ترسل اللوزة الدماغية إشارات إلى منطقة ما تحت المهاد، المسؤولة عن تنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي.
ويحتوي الجهاز العصبي اللاإرادي على فرعين: الجهاز العصبي الودي والجهاز العصبي السمبتاوي.
في حالة القشعريرة، يكون الجهاز العصبي الودي متورطاً في المقام الأول. ويحفز الجهاز العصبي الودي إطلاق الأدرينالين، المعروف أيضاً باسم هرمون التوتر. يتسبب الأدرينالين في انقباض العضلات التي توقف الشعر؛ ما يؤدي إلى تكوين القشعريرة. والأدرينالين، وهو مادة كيميائية يطلقها الجسم بوصفه جزءاً من استجابته للقشعريرة؛ يتم إنتاجه عند البشر في غدتين صغيرتين تشبهان حبة الفول تقعان فوق الكليتين، لا يسبب تقلص عضلات الجلد فحسب، بل يؤثر أيضاً في العديد من تفاعلات الجسم الأخرى.
يتم إطلاق الأدرينالين غالباً عندما نشعر بالبرد أو الخوف، ولكن أيضاً عندما نكون تحت الضغط ونشعر بمشاعر قوية، مثل الغضب أو الإثارة. تشمل العلامات الأخرى لإطلاق الأدرينالين الدموع، وتعرق الكفين، وارتعاش اليدين، وزيادة ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب.
سيكولوجية القشعريرة
يقترح علم النفس الذي لا يزال يبحث في هذا الموضوع، عدة نظريات لحدوث القشعريرة المفاجئة ومنها:
الإثارة العاطفية: غالباً ما ترتبط القشعريرة بمشاعر شديدة، مثل الخوف أو الإثارة أو الرهبة. ويُعتقد أن هذه المشاعر تؤدي إلى إطلاق الأدرينالين؛ ما يؤدي إلى تكوين قشعريرة. يميل الناس إلى الشعور بالقشعريرة في أثناء المواقف العاطفية، مثل المشي في الممر في أثناء حفل زفافهم، أو الوقوف على المنصة والاستماع إلى النشيد الوطني أو أي حدث عاطفي.
الاستجابة التطورية: يشير بعض الباحثين إلى أن القشعريرة هي استجابة تطورية ساعدت أسلافنا على البقاء على قيد الحياة في المواقف المهددة. الشعر المرتفع سيجعلها تبدو أكبر وأكثر ترويعاً للحيوانات المفترسة المحتملة.
الترابط الاجتماعي: يمكن أيضاً أن تنجم القشعريرة عن الموسيقى أو الأفلام أو القصص المشحونة عاطفياً. يُعتقد أن هذه الاستجابة ربما تطورت بوصفها وسيلة لتعزيز الترابط الاجتماعي والتواصل. قد يُصاب الشخص بالقشعريرة بعد سنوات عديدة من وقوع حدث مهم، بمجرد التفكير في المشاعر التي عاشها يوماً ما.
وخلاصة القول، فإن القشعريرة هي ظاهرة تجمع بين علم وظائف الأعضاء وعلم النفس، ومظهر مادي لاستجاباتنا العاطفية والتطورية.