أصبحت ظاهرة العنف المدرسي تتخذ أشكالا متعددة تعدد الفرقاء و الشركاء في المنظومة التربوية و التعليمية، و هذه المرة مست هذه الظاهرة مساعدا تربويا بمتوسطة الأمير عبد القادر بوادي ارهيو في غليزان، حيث تعرض يوم الأربعاء الماضي إلى اعتداء خطير بواسطة شفرة حلاقة، على يد تلميذ يدرس في السنة الثالثة متوسط أمام باب المتوسطة، و هذا الاعتداء تسبب للمساعد التربوي في جروح خطيرة على مستوى الوجه و الأذن، كما تسبب له في تشوه عميق، و قد تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى الدكتور فرانسيس لتلقي العلاج.
وحسب مصادر إعلامية، فإن الحادث وقع بالقرب من باب المتوسطة وأمام الملإ، حيث فاجأ التلميذ المستشار التربوي باعتداء من الخلف بواسطة شفرة حلاقة على الوجه والأذن اليمنى، حيث سبب له الاعتداء جرحا عميقا بأربع غرز، وكاد أن يودي بحياته بعد ضياع كمية كبيرة منه من الدم وقرب الجرح من الرقبة، وتم إسعافه على وجه السرعة بنقله إلى المستشفى حيث تلقى العلاج المناسب.
ولعل السب الذي جعل التلميذ يقترف مثل هذه الجريمة هو تحويله قبل أيام إلى متوسطة أخرى لكثرة مشاكله وشغبه داخل المتوسطة، حيث تمت إحالته على المجلس التأديبي. وهو ما جعله يحاول الانتقام من المساعد التربوي الذي ظن أنه هو سبب تحويله إلى المتوسطة الجديدة.
وقد تسبب هذا الاعتداء في تدهور نفسية الضحية “ح. الحاج العربي”، 35 سنة، الذي لم يهضم ما قام به التلميذ في حقه، الذي تم تحويله من مزاولة الدراسة من متوسطة الأمير عبد القادر بسبب سلوكه السيئ حيث لم يفهم سبب ما بدر من التلميذ بفعلته هذه، طالبا من العدالة أن تعاقبه بأقصى العقوبات رافضا أي نوع من المصالحة مع أهل التلميذ، متأسفا في نفس الوقت على ما بات الجميع عرضة له، من عمال القطاع التربوي بالولاية من اعتداءات، خصوصا أنه ليس الاعتداء الأول بالقطاع التعليمي بغليزان.
وفي ذات السياق، زملاء المساعد التربوي بالمتوسطة المعنية التي كانت مسرحا لاعتداء التلميذ بواسطة شفرة حلاقة، نظموا وقفة احتجاجية وقاطعوا التدريس بسبب ما تعرض له زميلهم، رافضين ما أصبح يتعرض له عمال القطاع من اعتداءات وعنف على أيدي التلاميذ.. وطالبوا مديرة التربية لولاية غليزان بضرورة التدخل العاجل لحمايتهم من هذه الاعتداءات التي تتربص بهم وتهدد حياتهم وأصبحوا غير مؤمنين أمام تصرفات التلاميذ.
و من جهتها، نقابة الكنابست، تأسفت على لسان أمينها الولائي بن عدة بن حراث للحادثة، واستهجنت هذا الاعتداء الذي اعتبرته خطيرا، كاد يودي بحياة المستشار التربوي، حيث طالبت مديرية التربوية بتوفير الحماية لعمال القطاع ككل، سواء الطاقم التربوي أم الإداري الذي بات مهددا في أي لحظة، وأضحت حياته في خطر في حالة استمرار مثل هذه التصرفات والاعتداءات.
حتى و لو تم معاقبة التلميذ المعتدي على المساعد التربوي، هل يمكن أن نحد من هذه الظاهرة المتشعبة التي تتزايد بشكل يدعو للقلق.