مازالت ظاهرة العنف المدرسي تنتشر بشكل يدعو للقلق، فلا يكاد يمر يوما دون أن نسمع أو نرى عن حالة عنف مدرسي، و في أحيان كثيرة أودت هذه الظاهرة بحياة تلاميذتنا، و أصبحت الأسلحة البيضاء تنتشر كالنار في الهشيم داخل أروقة مدارسنا و في أبوابها و الأماكن المحيطة بها.
ظاهرة تستدعي التوقف عندها كثيرا، فالمقاربة الأمنية وحدها غير كفيلة بالحد من حدتها، فيوم أمس الأربعاء عاشت ثانوية أحمد لامارشي الواقعة بالعفرون غرب ولاية البليدة، على إيقاع ظاهرة العنف المدرسي، في جريمة اعتداء بالسلاح الأبيض، ذهب ضحيتها تلميذ يدرس بالقسم النهائي.
و حسب ما أوردته مصادر إعلامية، فإن سبب ارتكاب هذه الجريمة، يعود لشجار نشب بين أربعة تلاميذ يدرسون بالسنة الثالثة ثانوي أعمارهم تتراوح بين 19 و20 سنة، حيث تطور الملاسنات إلى عراك جسدي استخرج إثرها أحد المتورطين آلة حادة ووجه بها ضربة لزميله على مستوى الرقبة سببت له إصابة بليغة ونزيفا حادا، ليتم إثرها إبلاغ مصالح الأمن التي انتقلت مرفوقة بعناصر الحماية المدنية وتم نقله على عجل نحو المستشفى فيما تم توقيف ثلاثة من المشتبه فيهم وإحالتهم إلى التحقيق لتحديد ملابسات الواقعة.
و يبقى السؤال مطروحا حول الأسباب الحقيقية التي أدخلت العنف و السلاح إلى مؤسساتنا التربوية، التي من المفروض أن تقوم بأدوار تعليمية تعلمية تربوية، لكن ظاهرة العنف المدرسي أصبح يجعلها قبلة للعنف المدرسي و تصفية الحسابات، فمتى يمكن أن نتوقف قليلا و نحاول مقاربة العنف المدرسي في إطاره التربوي بين كل الشركاء و الفاعلين في ميدان التربية لإيقاف هذا النزيف الذي استشرى بشكل مقلق في مؤسساتنا التعليمية؟