في مجتمعنا البائس عرفنا ظواهر غريبة ومقيتة وشاذة تحت ظل حكم الجنرالات ظواهر تمتد في عمق التاريخ ضاربة في جذور الجزائريين وعقليتهم وهذا ليس كلامي بل كلام الأجداد والشيوخ التي تحكي لنا عن العري والفسق واللواط والبغاء وقطع الطريق وسرقة الحجاج المارين ببلادنا والاعتداء عليهم بلا سبب أو وجه حق والاعتداء على الاصول والتعدي على الوالدين والاقربين وحتى قتلهم جرائم كانت منتشرة بكل مناطق البلاد ومازالت ليومنا هذا ومازال الاحفاد يمارسونها ويطبقونها حرفيا إلا من رحم ربي فمازال هناك ببلادنا رجال شرفاء رغم تفشي الخبث والمنكر إلا أن عقلاء هذا الوطن مازالوا ينطقون بالحق ولو على قلتهم…
من منا لا يحفظ أوامر الله عز وجل في القرآن الكريم التي تحث على البر والإحسان بالوالدين في قوله تعالى: “وبالوالدين إحسانا” الوصية ذاتها وردت في الكتابين السماويين الآخرين التوراة والإنجيل: “أكرم أباك وأمك كما أوصاك الرب إلهك لكي تطول أيامك على الأرض” هذا ما وصى به ربنا عز وجل عباده تعظيما للوالدين ولمكانتهم الجليلة عند خالقنا إلا أن الجزائريين بنو جلدتنا والذين لا يحفظون من القرآن الكريم إلا رسمه لا يرون في الوالدين إلا عبئا عليهم وأنهم لا يجيدون إلا الكلام والانتقاد ولا يعجبهم شيء أبدا وأن كترة ثرثرتهم تذهب مفعول المخدرات من عقولهم وتزيد من الشعور بالبؤس والكآبة لديهم فلم تعد تخفى على أحد العلل التي أصابت مؤسسة الأسرة الجزائرية وأخطرها عنف الأبناء وضربهم لآبائهم وأمهاتهم بكل وحشية والتأكيد يأتي من الأخبار والأحداث التي تنقلها وسائل الإعلام وتبت فيها محاكم الجمهورية لا يكاد يمر أسبوع دون التداول في قضايا تعنيف أو اغتصاب وقتل تطال الأصول (الآباء والامهات) وإن اختلفت أسباب وعوامل هذه الظاهرة إلا أنها تؤشر على أزمة تنخر جسد المجتمع فعندما تقتل الأجيال أصولها فأعلم أنك أمام جيل هجين من أبناء الحرام وأبناء طعمت بالحرام والسرقة وأبناء ليست لها أصول أصلا!.