قد تراود الأفكار الوسواسية أي شخص خلال حياته، لكنها تزول سريعا على عكس المرضى، فهي تلازمهم ولا يستطيعون ابعاد الفكرة عن اذهانهم، ويشعرون بالقلق حيالها. يمكن لهذا المرض ان يعيق صاحبه عن ممارسة نشاطاته اليومية، وقد يؤدي به الى إيذاء نفسه من دون وعي. فمرضى الوسواس القهري يكررون القيام بشيء ما مرات عدة كالاستحمام، ويتأكدون مرارا وتكرارا من اقفال الابواب، ويرتّبون الأشياء بشكل دقيق جدا ومنظّم إلى درجة الوسوسة. فكيف يمكن علاج هذ المرض؟ هذا ما سنحاول الاجابة عليه في هذا المقال من موقع صحتي.
العلاج
الوسواس القهري هو مرض حقيقي مرتبط باختلالات كيميائية، تحصل في الدماغ، بحيث يحدث اضطراب في الاتصال بين الأجزاء الأمامية في المخ وبين الأجزاء الأكثر عمقاً، والتي تفقد المرء قدرته على التحكم في بدء وتوقف الأفكار. ويكون استخدام الناقل العصبي سيروتونين في هذا الاتصال بنسبة أقل عند المرضى، لذلك يجب رفع مستواه للتخلّص من هذا المرض.
ويحصل العلاج عبر خضوع المريض للعلاج النفسي السلوكي، والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، التي غالبا ما تكون مضادات للاكتئاب، لانها تعمل على رفع نسبة السيروتونين، ولكن تحتاج أحيانا إلى وقت طويل حتى يظهر مفعولها.
قد يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل والسكن حتى يبتعد عن مصدر الوسواس، خصوصا إذا كان هذا المكان له علاقة بالخوف من الأمراض أو التلوث بالميكروبات. ويمكن استخدام العلاج التدعيمي الذي من شأنه زيادة الثقة بالنفس.
طرق العلاج
تعتمد طرق العلاج في المقام الاول على ايقاف الفكرة الوسواسية، وعدم الاسترسال بالتفكير فيها لأن ذلك يؤدي إلى أفعال قهرية وحزن وضيق. ولذلك يُنصح المريض بالقيام بأمر آخر يصرف تفكيره عما يدور في عقله.
كما يرتكز العلاج على التفرقة والتمييز بين الفكرة الوسواسية والافكار الاخرى، ورفع مستوى الإدراك حول هذه الأفكار المتطفلة. الى جانب ذلك، على المريض ان يعرف مرضه وان يتقبل وجود الفكرة ويتعايش معها. وهذا الامر يساعده على معرفة الافكار الوسواسية وبالتالي التحكم بها والسيطرة عليها.