يلجأ عادة الاهل الى الكذب على اطفالهم لتعديل سلوكهم او ثنيهم عن القيام بامر ما، ولكنهم لا يدركون ان الكذب، لو مهما كان بسيطا او ابيض كما يسمّونه، فانه يثير مشاكل اخلاقية عديدة، لأنه يعلّم الاطفال بأن الكذب مسموح. فهل يجوز تربويا استخدام الكذب لتهذيب الاطفال؟ اكتشفوا الجواب في هذا المقال من موقع صحتي.
اكاذيب شائعة
يصل الامر عند الاهل الى اختلاق شخصيات خيالية لتربية اطفالهم. فغالبا ما كنا نسمع عندما كنا صغارا، ان “ابو كيس” سيأتي ليخطفنا في الليل اذا لم نطع الاوامر. وهذه العبارات الكاذبة مرتبطة بالسلوك السيء ويلجأ اليها الاهل بغرض التهذيب. وهناك ايضا اكاذيب شائعة مرتبطة بمشاعر ايجابية، يلجأ اليها الاهل للتخفيف من حزن ابنائهم، فعلى سبيل المثال، اخبار الطفل بأن حيوانه الاليف الذي مات، لم يمت فعلا ولكنه ذهب للعيش في مزرعة اقاربهم البعيدة.
ومن الاكاذيب الشائعة التي يستخدمها الاهل لتربية وتهذيب الاطفال، ان الافراط في مشاهدة التلفاز سيجعل العيون جاحظة، او ان تناول الجزر سيجعل الرؤية في الليل اكثر وضوحا. كما قد يلجأ الاهل الى الكذب على الطفل، اذا لم يرغبوا في شراء لعبة له، بالتحجج بعدم وجود المال.
مسألة اخلاقية
بالرغم من أن هذه الاكاذيب البيضاء تساعد في ضبط سلوك الاطفال إلا أن الخبراء يعتقدون بأنها تثير مسألة اخلاقية هامة، وتبقى في اطار الكذب. وقد لا يشعر الاهل بخطورتها في هذه المرحلة، لكن خبراء التربية يحذرون من أن هذه الاكاذيب قد تؤثر على الروابط العائلية عندما يصبح الاطفال أكبر سنا.
وينصح الخبراء الاهل بالبحث عن اجابات أكثر اقناعا، ومخاطبة الطفل من دون اللجوء الى الاكاذيب مهما كانت بيضاء وسخيفة في نظرهم، والتأكد من أن الطفل اقتنع بوجهة نظرهم.