أفاد يوسي ميلمان، الخبير الأمني الاسرائيلي ومحرر الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “معاريف”، أن ما يقوم به دونالد ترامب الرئيس الأمريكي من تهديدات تجاه إيران دفاعا عن دولة الإحتلال لم تكن سوى تهديدات دون وجود أي تهديد حقيقي لن يقوم بإحداث أي حرب من أي نوع.
وقال ميلمان في مقال له على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني :” بالرغم من اللغة النارية التي تصدر عن رئاسة ترامب إلا أن الحرب مع إيران لا تبدو وشيكة، كما أن مسؤولين أمريكيين كبار ومعهم نائب الرئيس مايك بينس أضافوا طبقة أخرى من الضبابية وعدم الوضوح، حيث صرحوا بأنه توجد لدى الإدارة عدة خيارات، و”أننا سوف نتخذ الإجراء المناسب”، دون أن يكشفوا عن نوع الإجراء”، مضيفا :” ترامب وفريقه يمقتان الاتفاق النووي الذي ورثوه من إدارة أوباما، و الإدارة الأمريكية الجديدة تعيد الخيار العسكري من جديد إلى الواجهة –أو هكذا تبدو الأمور”.
وبالمقابل لذلك قال ميلمان :” أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي إسرائيل ترى أن صفقة النووي “لم تكن صفقة سيئة”، إلا أن فريق ترامب، مثله مثل نتنياهو، يرى أنها كانت كارثية. ولكن يبدو أن يدي ترامب مقيدتان ولا يقدر على عمل شيء، فالصفقة ليست شأنا ثنائيا بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من الجهة الأخرى وإنما هي اتفاقية متعددة بين أطراف متعددة أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي بأسره”، متابعا :” بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل في واشنطن بالرئيس ترامب، وسيحاول إقناعه باتخاذ إجراأت صارمة ضد إيران، وهذا أيضا ما يرجوه زعماء الدول السنية الموالية للغرب مثل المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة”.
وعن وجه نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي :” نتنياهو يتحدث عن أي هجوم عسكري، سواء كان إسرائيليا أو أمريكيا. فسواء كانت صفقة النووي كارثية أم لا، بمجرد أن أصبحت واقعا تلاشى الحافز لديه لمهاجمة إيران – أو حتى للتظاهر بأنه كان على الاستعداد لشن هجوم عليها، وكل ما يرجوه الآن هو أن يستمر ترامب في مراكمة الضغط على إيران”.
وتحدث الخبير الاسرائيلي عن جملة “جميع الحلول موضوعة على الطاولة” والتي كانت ترددها إدارة أوباما ونتنياهو للإشارة إلى أنه من الممكن أن يتم اختيار الحل العسكري ضد إيران حيث أضاف :” كان أوباما يسعى إلى إخضاع إيران وتقليص برنامجها النووي كان نتنياهو يخطط لجر الولايات المتحدة نحو القيام بعمل عسكري ضد إيران”.
وأفاد ذات المتحدث :” في عهد إدارة أوباما كان كبار المسؤولين في المخابرات وفي الجيش، مثل رئيس الموساد الراحل مائير داغان، يعارضون التأجيج على الحرب الذي كان يمارسه نتنياهو وباراك، حيث كانوا يصرون على أنه لا معنى لأن تلجأ إسرائيل إلى استخدام الملاذ الأخير بينما ماتزال الخيارات الأخرى – مثل المقاطعة والتخريب والهجوم الإلكتروني باستخدام فايروس ستاكسنيت –ممكنة. وبناء على ذلك تم رفع خيار الحرب عن الطاولة في نهاية المطاف”.