انتفض فرونسوا هولاند، الرئيس الفرنسي في وجه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قائلا أن الضغوط الكبيرة التي يقوم بممارستها هذا الأخير ضد الاتحاد الأوروبي غير مقبولة.
هولاند ومباشرة بعد وصوله للقمة الأوروبية بمدينة “فاليتا” المالطية قال في تصريح له :” لا يمكن القبول بأن يكون هناك، عبر عدد من تصريحات رئيس الولايات المتحدة، ضغط بشأن ما ينبغي أن تكون عليه أوروبا أو ما لا تكون عليه” مبديا تحذيره الشديد للدول الأوروببية خصوصا في أوروبا الوسطى من إقامة أية علاقات ثنائية بينها وبين الرئيس الأمريكي الجديد، الذي أصبح يدين بالعداء الواضح للنظام “النيوليبيرالي” الذي تعتبر أوروبا الغربية من بين أهم أضلعه.
وواصل هولاند تصريحاته المصعدة ضد ترامب وإدارته بالقول :” لن تكون علاقات مستقبلية مع ترامب ما لم يتم تحديد إطار مشترك لها” من قبل الأوروبيين، مصير الاتحاد الأوروبي نفسه على المحك”، مضيفا :” على العديد من الدول أن تفكر أن مستقبلها هو أولا من خلال الاتحاد الأوروبي، بدل تصور لست ادري أي علاقة ثنائية مع الولايات المتحدة، ولو كان من الطبيعي أن يتحادث كل قائد مع الرئيس الأمريكي”.
وقال هولاند الذي كان قد أعلن عدم ترشحه لإنتخابات رئاسة فرنسا والتي تمتلك مارين لوبين، اليمنية المتطرفة فيها حظوظا كبيرا :” من يعلم ماذا يريده الرئيس الأمريكي فعلا، خصوصا في ما يتعلق بالحلف الأطلسي”.
في نفس السياق، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل إلى وحدة أوروبية ضد الرئيس الأمريكي الجديد حيث قالت عند وصولها إلى مالطا لحضور القمة الأوروبية :” لقد قلت إن أوروبا تتحكم في مصيرها وأعتقد أننا كلما عبرنا بوضوح عن الطريقة التي نحدد بها دورنا في العالم، تمكنا من إدارة علاقاتنا بشكل أفضل مع الولايات المتحدة”، وهو ما كان أكده هولاند، الذي كان قد قال في تصريح مشابه :” يجب هذا السبت أن تسير أوروبا إلى الوحدة وتقديم رد “حازم” إلى نظيره الأمريكي، الذي رحب بشدة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال إنه “أمر رائع”.
هذا واعتبر عدد مهم من المتتبعين أن هذا الخوف الكبير من دولاند ليس فقط بسبب قوة الولايات المتحدة الأمريكية على الساحة السياسية وعلاقاتها الاقتصادية الكبيرة مع أوروبا، خصوصا الجزء الغربي منها، ولكن لأن صعود ترامب، أعطى ملامح إمكانية وصول اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية إلى سدة الحكم.
وتعتبر فرنسا من أكثر الدول الأوروبية تهديدا باكتساح قريب من طرف اليمين المتطرف الذي هو الجبهة الوطنية الممثلة في الإنتخابات الرئاسية من طرف مارين لوبين، أحد أكثر الشخصيات السياسية الفرنسية المثيرة للجدل.
وكان عدد من أعضاء الحزب الفرنسي قد أكدوا أن تواصلا كبيرا يوجد بينهم وبين إدارة دونالد ترامب، وذلك من أجل تنسيق مسبق استعدادا للإنتخابات الرئاسية الفرنسية هذه السنة، والتي يعتبر اليمين المتطرف واليمين الممثل بمرشح له ميول متطرفة هم الأوفر حظا من أجل حصد مكان مريح في قصر “الإيليزيه”.