كما هو الحال عند تعيين أي حاكم روسي للجزائر عفوا سفير روسي في الجزائر لدى حكومة الجنرالات غير المرغوب بها دولياً فإن السفير الروسي الجديد بالجزائر فاليريان شوفايف إضافة إلى أنه الحاكم الجديد للبلاد سيكون لاعب رئيسي في الأزمة الجزائرية المغربية فمنذ وصوله الغامض إلى الجزائر سيطر رجل موسكو في الجزائر على القرار السياسي لجماعة الجنرالات فضلاً عن بصماته الاستخباراتية والعسكرية والتي سيكون لها الفضل في التحوّل النوعي لدبلوماسية الجنرالات سواء باتجاه إفريقيا أو داخل العمق الأوربي في اطار نسخ كلي لتجربة الديبلوماسية المغربية والتي يعرفها السفير عن ظهر قلب.
مع العلم أنّ كبير وزارة خارجيتنا العمامرة وصف شوفايف لدى الإعلان عن تعيينه بأنه السفير فوق العادة والمفوّض بصلاحيات مطلقة لروسيا في الجزائر لهذا رجل موسكو في الجزائر سيتجاوز الخطوط الحمراء كلها التي تحددها الأعراف الدبلوماسية للسفراء وحسب المصادر سينتهج خطاباً عدائياً ليس ضدّ المغرب الخصم التقليدي للجزائر فحسب بل ضد الجزائريين المناهضين لحكم الجنرالات حيث في جلسته أولى مع أعضاء مجلس الأمن الجزائري عبر السفير بكل أريحية عن رفضه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية رغم انه عندما كان سفيرا بالمغرب كان أول المطبلين كما وصف السفير الروسي المعارضين المنتمين لمنطقة القبايل بـ”المرتزقة والإرهابيين” كما دعا الجنرالات لدعم الجماعات الإرهابية بدولة مالي بالمرتزقة والمال والسلاح لضرب الوجود الأوربي بصفة عامة والفرنسي بصفة خاصة وعلى الرغم من التزام معظم الجنرالات الصمت حيال أوامر السفير الروسي الجديد أبدى عدد من الجنرالات المقربين من فرنسا امتعاضهم من مواقف مندوب موسكو وقالوا إنّ ما يقوم به السفير ليس من نطاق اختصاصه ويفترض أن يحترم عل الأقل أن الجزائر دولة ذات سيادة !!! .