اعتبرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في افتتاحيتها أن هنالك مخاطر من تقارب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ودولة الاحتلال الإسرائيلية، لأن هذا الأمر سيكون دون شك مغري للغاية لبنيامين نتنياهو، من أجل مواصلة سياسة التوسع التي تنهجها حكومته، وضم أراضي فلسطينية أخرى، ما يعتبر خطرا حقيقيا يهدد إسرائيل.
وقالت الإفتتاحية :” آخر ثلاثة رؤساء أمريكيين بذلوا جهودهم لتأكيد أهمية حل الدولتين للنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومع أن أيا منهم لم يتقدم بخطوات لجعل الدولة الفلسطينية حقيقة، لكنهم اعتقدوا أن وجودها مصلحة أمريكية وإسرائيلية في الوقت ذاته”، مضيفة :” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أظهر بشكل واضح أنه داعم لسياسة الائتلاف الحكومي في إسرائيل الساعي للضم، حيث أظهر أن لا طموح له في المساعدة في إئشاء الدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى أنه يفكر في الاعتراف بمزاعم إسرائيل بأن القدس عاصمة لها، من خلال نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إليها، ما سيؤدي إلى إشعال المشاعر الدينية في المنطقة، ولن تستطيع إسرائيل تحسين علاقاتها مع جيرانها العرب”.
وتحدثت الافتتاحية عن المواقف المرتقبة لترامب مع إسرائيل حيث قالت :” موقف ترامب صادق؛ لأن رؤساء الولايات المتحدة لم يقدموا إلا كلاما، لكنهم كانوا يعرفون أهمية إسرائيل لسمعة الولايات المتحدة في المنطقة، ولهذا فإنهم كانوا يؤدون دور الضابط لتصرفاتها، وعليه فإن التخلي عن هذا الدور سيكون خطيرا لإسرائيل، مثلما هو خطر على الفلسطينيين” مضيفة :” حكومة نتنياهو فسرت وصول ترامب إلى البيت الأبيض بأنه الضوء الأخضر للاحتفال ببناء مستوطنات في الضفة الغربية، فعلى مدى أيام قليلة فقط، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن بناء 3066 وحدة سكنية جديدة، وفي حالة مضى نتنياهو قدما بضم مستوطنة معاليه أدوميم إلى القدس الشرقية، فإنه سيقضي على فكرة قيام الدولة الفلسطينية”.
وعن حل الدولتين تقول ذات الجريدة :” في الحقيقة، فإن إمكانية عيش الفلسطينيين والإسرائيليين جنبا إلى جنب وفي دولتين منفصلتين تراجعت خلال السنوات الماضية، حيث أعلن وزير الخارجية السابق جون كيري، الذي كرس ساعات لا تحصى لتحقيق نتيجة كهذه، عن وفاة هذا الحل، في خطابه الوداعي من منصب وزير الخارجية الشهر الماضي”، مستطردة :” عندما يصبح حل الدولتين ضربا من الخيال، وتؤكد هذا الأمر المستوطنات الجديدة كلها، فإن احتمال وجود دولة إسرائيل الكبرى، أو دولة واحدة تتضمن الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، قد يفرح المتشددين الصهاينة في إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أن (الدولة الواحدة) ستكون ضدهم في نهاية المطاف، بقاء خيار حل الدولتين على الطاولة لم يعط المجتمع الدولي الدافعية للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، على فرضية أن بعضها ستتم مبادلتها في أي حل مع الفلسطينيين، وأهم من هذا كله، كما قال رئيسا وزراء إسرائيل السابقان أيهود باراك وأيهود أولمرت، فإن حل الدولة الواحدة سيؤثر في المبادئ التي قامت عليها إسرائيل، وهي أن تكون دولة ديمقراطية لليهود” على حد قولها.