الجزائر تسير نحو بحر من الدماء بسبب تمدد سياسة القمع ومصادرة الرأي والتي تؤكد أن نظام الجنرالات لم يتعلم من دروس الربيع العربي ولا يزال يعتبر الأساليب القديمة قادرة على تحقيق الهدف منها وهو أمر يكشف قدرا كبيرا من قصر النظر ومن إغفال أهم المستجدات في الساحة العربية وخاصة ما تعلق منها بالوعي الاجتماعي للجماهير وهذا ما انتج المظاهرات الواعية في الجزائر.
إن الاحتجاجات الشعبية التي زعزعت عرش الجنرالات والتي لا يزال تأثيرها في الجزائر شرقا وغربا رغم كورونا ومتحوراتها مؤشرا على تحول نوعي في طبيعة الوعي الشعب الجزائري وفي نظرته إلى سياسة القمع التي يمارسها نظام الجنرالات فالتاريخ الثوري أثبتت أن القمع السياسي مهما بلغت حدته يبقى عاجزا عن تحقيق السلم الاجتماعي بل أنه محرك من أهم محركات المطلبية الاجتماعية وللإشعال الثورات ف متى ننتفض لكرامة أهدرت وننقلب على منظومة الجنرالات والتي أذلتنا جميعا ونطيح بقابض لم يأتِ علينا إلا بالويلات فعلا عجيب أمرك يا شعب الجزائر فهل جاءت نظرية الأيادي الخارجية والمؤامرة بثمارها فأنتجت شعباً مهادناً مقتنعاً صانعاً للطغاة أم هكذا خلقت الجزائر وشعبها مصيرها دائما أن تكون تابعة وشعبها مغتصب من الأتراك إلى الفرنسيين وصولا للجنرالات.