في خطوة وصفت بالإنتقامية، أعلنت دولة الاحتلال الاسرائيلي أنها ستقوم بتخفيض الدعم الذي تقدمه للأمم المتحدة بحوالي 6 ملايين دولار، وذلك احتجاجا على قيام مجلس الأمن بتبني قرار يحظر التوسع والاستيطان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، حيث طالب اسرائيل بوقف ذلك من أجل منح الفلسطينيين فرصة إقامة دولتهم.
سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون أكد أن هذا القرار جاء انتقاما من قرار الأمم المتحدة، بسبب انتشار عدد من اللجان اعتبرها معادية لإسرائيل من قبيل إدارة الأمم المتحدة للحقوق الفلسطينية.
وأضاف ذات المتحدث :” إسرائيل ستمضي قدما في مزيد من المبادرات التي تهدف إلى إنهاء الأنشطة المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة، بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض في 20 من الشهر الجاري”.
من جهته قال عدنان ابو حسنة، الناطق باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين:” ليس هنالك موقف رسمي من قبل الأونروا في ما يخص الإجراأت الإسرائيلية الأخيرة”، مضيفا في تصريح صحفي :” الأونروا لا تتلقى أي مساعدات مالية من قبل الجانب الإسرائيلي، لذلك فإن قرار خفض المساعدات المالية لن يؤثر على برامج ومشاريع الأونروا في الأراضي الفلسطينية”.
في نفس الوقت أكدت أوساط قرار إسرائيلية عدد من الإجراء ات العقابية بحق “أونروا” والذي منها :” منع توظيف العاملين المناهضين لإسرائيل والمؤيدين للفلسطينيين، ومتابعة الأنشطة التي تحصل داخل مدارس الوكالة باعتبارها معادية لإسرائيل، وتتعارض مع حيادية المؤسسة الدولية”.
في الوقت الذي رفض فيه أبو حسنة التعليق على مدى صحة هذه الخطوات العقابية حيث قال :” لم نبلغ رسميا بأي إجراأت إسرائيلية بحق الأونروا، وفي حال اتخاذها على أرض الواقع فسيكون لنا موقف واضح أمام وسائل الإعلام”.
من جهته قال محمود العجرمي، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق في تصريحات صحفية :” الإجراأت الإسرائيلية الانتقامية بحق الدول التي أدانتها في مجلس الأمن “تعبير عن حالة غضب لدى قيادة الحكومة الإسرائيلية؛ بعد فشلها في إقناع المجتمع الدولي بأن المستوطنات جزء من الدولة الإسرائيلية ولا يمكن فصلها عن المجتمع الإسرائيلي”، مضيفا :” القرار قد تم اتخاذه واعتماده رسميا ضمن قرارات الأمم المتحدة، لذلك فإنها لا توجد أي مخاوف من إعادة النظر في القرار أو إلغائه، حتى وإن كانت إسرائيل تعول على تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف العجرمي حول تقييمه للجهود الفلسطينية للرد على الإجراأت الإسرائيلية :” إمكانية تعويض الفلسطينيين لهذا النقص؛ لن تكون بالقدر المأمول بالنسبة لهذه الدول، نظرا لقلة الإمكانات الفلسطينية مقارنة بالجانب الإسرائيلي”.
أما هاني حبيب الكاتب والمحلل السياسي فقد قال في تصريحات صحفية :” الإجراأت الإسرائيلية الأخيرة بتخفيض الدعم المالي المقدم للأمم المتحدة “تمثل محاولة يائسة من قبل حكومة الاحتلال لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي الذي اعتبر ما حدث في مجلس الأمن انتصارا فلسطينيا، أمام فشل إسرائيلي في إقناع الدول بأن المستوطنات جزء من الدولة الإسرائيلية”.