نظرية الجنرالات في الجزائر تعتمد على أن كرة القدم هي الشيء الذي سينسي الأمهات حرقتهم على فلذات أكبادهم الذين موتوا هروبا من الجنرالات في البحر وهي التي ستنسي الشعب الميت من الجوع الأكل وهي التي ستنسي الطبقة المتوسطة والتي انسحقت بسبب قلة الراتب متطلباتها اليومية وهي التي ستنسي تقسيم الجنرالات الشعب الجزائري إلى أغنياء مترفين وفقراء معدمين وهي التي ستنسي هذا الشعب الذي كانت النساء فيه يخرجن في مظاهرات يطالبن بأبنائهن الذين قتلهم الجنرالات في العشرية السوداء نعم هذا الشعب الجزائري نسي الدم والجوع وصار مشدوها أمام التلفاز يصرخ ويهتف على إحدى عشر لاعبا يجرون وراء كرة منفوخة بالبرد ؟؟!.
عندما تصبح المشاهدة والتشجيع هي كل ما هو متاح للغالبية العظمى من الشعب الجزائري في ظل عدم قدرتهم على معارضة الجنرالات بسبب ضغوط العمل والإرهاق بسبب استعباد الجنرالات للشعب الجزائري أو حتى بسبب عدم توافر القدرات المعرفية لمناقشة الجنرالات فتزداد حدة التعصب والغلو لدى الشعب الجزائري الذي لا يملك غير المشاهدة السلبية وليس الممارسة الفعلية إذا ما نظرنا من جانب آخر إلى التزايد في التفاوت الطبقي الصارخ في مجتمعنا الجزائري المأزوم لأن الجزائري في دولة الجنرالات الدكتاتورية يعلم أن صوته غير مسموع ولا يسمح له بالتعبير عن رأيه ألبتة وحتى إن سمح له بالكلام داخل إطار معين فرأيه غير مسموع وليس له أهمية فيلجأ هذا المواطن لتفريغ شحنة الغضب هذه في التشجيع والتعصب للمنتخب واعتباره فوزه في مقابلة بمثابة إنجاز عظيم سيغير حياة الفقير الجزائري.