أكدت صحيفة “دي برس” النمساوية أن روسيا لا يمكنها أن تقبل ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد على رأس حكم البلاد، رغمها تدخلها لدعمه بعد أن كان يتهاوى قبل سنوات أمام المعارضة المسلحة التي انطلقت بعد الثورة الشعبية في سوريا.
وأفادت ذات الصحيفة أن روسيا تدرك جيدا، أن هنالك صعوبة كبيرة في أن يقوم بشار الأسد بدفع عجلة إعادة بناء الدولة السورية، ذلك لأن العمليات الحربية والإبادات التي تمت تركت الكثير من الشروخ والكراهية بين الأسد، والشعب السوري الذي كان يدن له بالولاء المطلق ولحزبه البعثي الاشتراكي حتى الأمس القريب.
التقرير الذي تمت متابعه من طرف قناة “روسيا اليوم” والتي تعتبر إحدى القنوات الداعمة لنظام الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين قال :” روسيا أمنت إلى حد كبير في مساندتها القوات السورية تفوقا عسكريا، ونرى أن عجلة الحرب توقفت، وبدأت في الأفق مبادرات وقف الأعمال القتالية والانتقال إلى حل سياسي، ولكن، روسيا لا يمكنها البقاء في الحرب الأهلية السورية” لمدة طويلة، وحتى مع تلاشي آمال المتمردين في السيطرة على الوضع، لكن موسكو تريد دولة مؤسسات طويلة الأمد، وهذا غير ممكن”.
وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر هو بسبب نظرة موسكو وتصنيفها لمشاعر الانتقال والتي باتت تسكن قلوب ملايين السوريين لبشار الأسد، لذلك كان من الطبيعي جدا، أن يبدأ الحديث عن بديل تدريجي لحكم بشار الأسد، بالإضافة إلى سبب لا يقل أهمية عن سابقه، وهو مسألة أن تجد موسكو نفسها في موقع غير قوي، بسبب الطموحات الكبيرة لإيران التي ترغب في أن تكون الدولة الإقليمية الأهم، عبر نفوذها الكبير وتحركاتها في سوريا، سواء عبر خبرائها العسكريين أو عبر الميليشيات الشيعية المقاتلة إلى جانب النظام، والتي لعبت دورا كبيرا في صموده كما كان قد أشار حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيعي، والذي كان قد قال أنه لولا تدخله لسقط الأسد في ظرف أيام بل ساعات”.
وعن انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، قالت الصحيفة النمساوية :” الأمين العام الجديد للأمم المتحدة سيضع خطة جديدة لمفاوضات جنيف، التي تسبقها مفاوضات في أستانا، وسيحاول بكل طاقته أن تكون نتائج العملية السياسية في سوريا مناسبة للجميع، ما يفتح الباب لحلول وسط كثيرة”.
وكان عدد من المتتبعين للشأن المحلي في سوريا، قد أكدوا أن من الأمور التي قد تعرقل مسألة التوصل إلى حل في سوريا، ستكون مسألة تباعد وجهات النظر والمصالح بين كل من روسيا وإيران، واللتان دعمتا الرئيس السوري بشار الأسد بقوة كبيرة ضد المعارضة المسلحة التي اجتاحت البلاد بعيد انطلاق الثورة السورية.
جدير بالذكر أن المعارضة السورية أكدت تعليقها اتفاق إطلاق النار والذي كان قد تم عقده بين من تركيا وروسيا بمباركة إيرانية، بعد أن قام النظام السوري بالعديد من الخروقات خصوصا في ريف دمشق، محاولا السيطرة على المزيد من الأراضي، وهو ما يخل بأهم بند في الاتفاق، والذي هو إبقاء تقسيم الأراضي المسيطر عليها من الطرفين على ما هو عليه الحال.