حركة من التغييرات التي عرفها الجيش المصري منذ انقلاب المشير عبد الفتاح السيسي على الحكم سنة 2013، لازالت تستمر من مدة لأخرى بين عدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذلك باختيارات من طرف النظام الحالي، حسب ولائه للسيسي في ظل الأخبار التي تتحدث عن معارضة لكنها قوية من الموالين لعائلة “آل مبارك”.
تقارير صحفية ذكرت أن السيسي قام بعزل عدد كبير من قيادات الجيش المصري خصوصا على مستوى المجلس العسكري، وتعيينهم بعد ذلك في وظائف استشارية وفنية أو حكومية بعيدة عن التأثير على مستوى المؤسسة العسكرية، فيما تم تعيين البعض الآخر مساعدين لوزير الدفاع أو مستشارين عسكريين لسيسي أو منحم بعضا من الحقائب الوزارية.
وأفادت ذات التقارير أن “المجلس العسكري” تغير دوره بشكل جوهري بعد ثورة 25 يناير، ليصبح هو المسيطر والمخطط للتفاعلات داخل المشهد السياسي المصري بشكل كبير، عكس مرحلة ما قبل الثورة حيث لم يكن دوره ملموسا بشكل كبير، إلا في المناسبات الاستثنائية كالحروب مثلا، في فترة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
المجلس الذي يشهد من فترة لأخرى بعض المد والجزر، يتكون من 25 عضوا حسب القانون رقم 20 والذي أصدره الرئيس المؤقت السابق “عدلي منصور”، ومن بين أعضائه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، مع منح السيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي الأحقية في تعيين أعضاء المجلس، كما يترأس وزير الدفاع المجلس باستثناء المرات التي يحضر فيها السيسي هذه الاجتماعات.
وأفاد متابعون أن كل الخطوات التحركات التي يقوم بها السيسي في الجيش وأيضا قيامه بإعادة تشكيل المجلس العسكري في كل مرة على هواه، تهدف بالأساس لمحاولة بسط سيطرته بشكل أساسي على هذه المؤسسة الحيوية، من أجل ضمان الولاء التام له وخضوع الجميع لقراراته، مع عدم وجود أية نوايا لدى أشخاص من داخل المؤسسة الإنقلاب عليه، وذلك عبر استغلال شعبيته التي تتدهور يوما بعد يوم.
وذكر تقارير إعلامية أن السيسي ينوي بالقيام بحركة تغيير جديدة داخل صفوف الجيش المصري في شهر يناير القادم، في نشرة التنقلات الخاصة بالقوات المسلحة، وهي عبارة عن نشرة دورية تصدر مرتين كل سنة.
ونقلت ذات التقارير عن موقع إعلامي مصري محلي، تصريح وصفته بـ “رفيع المستوى” قوله :” تم التصديق على تعيين اللواء وحيد عزت رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة بدلا من اللواء توحيد توفيق، وأنه تم الإبقاء على رئيس المخابرات الحربية محمد فرج الشحات، ومدير إدارة الشؤون المعنوية محسن عبد النبي في مناصبهما”، قبل أن يقوم الموقع القريب من المخابرات المصرية من مسح الخبر من على موقع الرسمي، فيما احتفظ بها حتى الآن على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكان السيسي قد أطاح حتى الآن بـ20 قائد عسكري من منصبه، وذلك لضمان بقاء المؤسسة العسكرية التي ينتمي لها تحت يده.