اعتبر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية المعين أن التصريحات الأخيرة لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال أحد أعرق الأحزاب السياسية في المغرب ستلعب على سلبيتها دورا مهما من أجل إعادة إطلاق العلاقات الجديدة بين كل من نواكشوط الرباط.
وسائل إعلام موريتانية أكدت أن رئيس الحكومة المغربية كان يقرأ “رسالة قصيرة مكتوبة” بعد نهاية اجتماعه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مدينة الزويرات، شمالي البلاد.
ونسبت المنابر الإعلامية لبن كيران قوله :” رب ضارة نافعة، هذه التصريحات ستكون منطلقا لعلاقات جديدة بين نواكشوط والرباط، علاقات يشعر فيها الموريتاني في المغرب أن له مكانة خاصة، ويشعر فيها المغربي بموريتانيا أن له مكانة خاصة”، كما أضافت أن رئيس الحكومة في الرباط، رفض الإجابة على أسئلة الصحفيين المتواجدين، مكتفيا فقط بقراءة كلمة قصيرة مكتوبة بعيد لقاءه من الرئيس الموريتاني.
وأكد بنكيران أن التصريحات التي خرجت عن الأمين العام لحزب الاستقلال لا تمثل أبدا توجهات الدولة المغربية، كما أضافت تقارير صحفية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وبنكيران، قاما بعقد اجتماع وصف بـ “المغلق” بمدينة أزويرات، شمالي موريتانيا، حيث حضر الاجتماع أيضا وزير الخارجية الموريتاني، والمستشار الخاص لدى الحكومة المغربية، بجانب كاتب الدولة في الخارجية المغربية ناصر بوريطة.
وأضافت ذات المصادر أن الهدف من هذا اللقاء حسب موريتانيا كان هو طمأنة رئيس الحكومة المغربية لجارته الجنوبية بشأن الموقف الرسمي من المغرب تجاه تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال والتي كان قد قال فيها أن موريتانيا ما هي إلا أرض كانت تابعة حتى الأمس القريب للمغرب، بالإضافة إلى الرغبة في تبادل سفراء البلدين في العاجل القريب بهدف إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين إلى سابق عهدها، بعد التوترات الكبيرة التي عاشتها، والتزام كل طرف تجنب أي تصرف كان من شأنة أن يستفز الطرف الآخر.
هذا وكان وزير الخارجية الموريتاني قد استقبل في وقت سابق رئيس الحكومة المغربية بمطار الزويرات شمالي البلاد، كما ضم وفد الاستقبال إلى جانب وزير الخارجية، زيدان ولد احميده، المستشار الرئاسي، وزميله أحمد ولد أباه الملقب بـ “احميده” ووالي تيرس الزمور وقائد المنطقة العسكرية.
وتم إرسال عبد الإله بنكيران من طرف العاهل المغربي من أجل الاعتذار لموريتانيا، والتأكيد على أن المغرب يحترم بشكل واسع الحدود والسيادة الموريتانية على أراضيها، كما كانت وزارة الخارجية المغربية قد أصدر بيانا مباشرة بعد التصريحات من أجل التأكيد على أن المغرب لا يتبنى هذه التصريحات “الفردية” لا تعكس التوجه الرسمي، في الوقت الذي اعتبرت فيه موريتانيا أن هذه التصريحات جاءت بهدف التغطية على الفشل السياسي الذي عرفه حزب الاستقلال في الانتخابات المغربية الأخيرة وتصدير الأزمة إلى الخارج.